قرقودة تكتب: مِنْ نافِذَةٍ عابِرَةٍ.. أُمُّ قاسِمٍ تُوقِظُ ما خَفَتَ فينا
مدار الساعة ـ
مدار الساعة - أُمُّ قاسِمٍ الزَّعْبِي تِلكَ الوَرْدَةُ ، خَرَجَتْ إِلَيْنا بِنِداءٍ يُشْبِهُ وَخْزَةَ ضَمِيرٍ في زَمَنٍ ازْدَحَمَتْ فيهِ الأصْواتُ وَقَلَّ فيهِ الصِّدْقُ.
في زاوِيَةٍ هادِئَةٍ مِنْ عالَمٍ يَضُجُّ بِالصَّخَبِ، ظَهَرَتْ عَبْرَ شاشَةٍ عابِرَةٍ في سْناب شات مِنْ خِلالِ حِسابِ ابْنَتِها شَوْقِ الزَّعْبِي، تَحْمِلُ كَلِماتٍ أَثْقَلَ مِنْ ضَوْءٍ يَمُرُّ، كَلِماتٍ لَمْ تُخْلَقْ لِتُسْمَعَ فَحَسْبُ، بَلْ لِتُوقِظَ فِينا ما خَفَتَ مِنْ إحْساسٍ.
قالَتْ بِصَوْتٍ يَمْلَؤُهُ يَقِينُ الخَيْرِ:
إنَّ مَنْ يَمْلِكُ أَرْضًا وَزَيْتُونًا وَزَيْتًا، فَلْيَمُدَّ يَدَهُ لِمَنْ لا يَمْلِكُ شَيْئًا… لا لِمَنْ يَمْلِكُ وَيُخْفِي.
كَأَنَّها كانَتْ تُعيدُ إِلَى الذَّاكِرَةِ مَعْنَى العَدالَةِ، وَتُذَكِّرُنا بِأَنَّ النِّعْمَةَ لا تَكْتَمِلُ إِلَّا حينَ تَبْلُغُ مُسْتَحِقَّها الحَقِيقِيَّ، وَأَنَّ الرَّحْمَةَ لَيْسَتْ إعْلانًا يُنْشَرُ… بَلْ حِكْمَةً تُهْدَى.
وَما قالَتْهُ هذِهِ المَرْأَةُ البَسيطَةُ الرَّفِيعَةُ يَسْتَحِقُّ أَنْ يُتَّبَعَ؛ فَالمُجْتَمَعاتُ لا تَرْتَقِي بِالكَلامِ، بَلْ حينَ يَعْرِفُ أَصْحابُ النِّعْمَةِ الطَّرِيقَ إِلى مَنْ يَنْتَظِرُها بِقُلُوبٍ أَنْهَكَهَا العَوَزُ.