span style="color: rgb(255, 51, 0);">مقدمة : الهاشميون و هويّة الأردن
حين يتحدث سيدي سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ، ولي العهد الأمين ، عن ضرورة توثيق السردية الوطنية الأردنية ، فإنه لا يستعيد الماضي فحسب ، بل يشير إلى مسؤولية تاريخية لبناء المستقبل و هوية وطنية متجددة . فالسردية الوطنية ليست مجرد سرد للوقائع ، بل بناء للوعي الجمعي و مرآة تكشف حقيقة الأردنبلدٌ صُنع من الفروسية ، ثُبّت بالدم ، و نما على قيم العروبة و الكرامة .فمنذ عهد الملك المؤسس عبدالله الأول مرورًا بحكمة الملك الحسين بن طلال ، و حتى رؤية ولي العهد اليوم ، ظل الإرث الهاشمي حاضرًا في سلوك الأردنيين ، في استعدادهم الدائم لبذل الغالي و النفيس دفاعًا عن الحق ونجد المظلوم . فقد عرف الجد هاشم بسخائه حتى هشم الثريد على قومه في سنوات القحط ، مثالًا للكرم و الشهامة التي تربط الماضي بالحاضر .__________________الكرامة الأردنية : إرث يمتد عبر الزمنالكرامة الأردنية ليست شعورًا عابرًا ، بل أسلوب حياة . تبدأ من عرّار ، شاعر الحرية ، الذي جعل الكلمة درعًا و الروح حرة ، و تمتد إلى وصفي التل ، الذي آمن بأن" الجندية نظافة و الواجب شرف و الوطنية عمل لا ادّعاء ".و تستمر مع أمهات الأردن اللواتي علّمن أبناءهن معنى العطاء و الصبر و الوفاء ، و صنعن رجالًا ونساء يحملون الوطن في قلبهم ، مثل أمّ الذبيحين في الجنوب ، التي علمت أبناءها مواجهة المحن برأس مرفوع و بروح لا تعرف الهوان .الكرامة الأردنية ليست فردية فقط ، بل روح جماعية متجذرة في كل شبر من الأرض الأردنية . من المفرق و اربد و البلقاء و عجلون إلى الكرك و معان ، مرورًا بالعاصمة و المدن الكبرى ، يظهر الأردني دائمًا صامدًا ، كريمًا ، ثابتًا ، و مخلصًا لهويته . و هذه القيم هي ما يريد سمو ولي العهد للشباب أن يدوّنوها و يحتفظوا بها في سردية وطنية واضحة و مرجعية للأجيال القادمة .__________________القيم الأردنية في الحياة اليومية … نبض الهويةالقيم الأردنية تتجسد في كل موقف و حياة يومية ، فهي ليست شعارات ، بل ممارسات فعلية تعكس الهوية الوطنية لكل أردني . فالدم رخيص إذا أُهدر من أجل الوطن ، لكن الجوع يوقظ الحالمين ، و القهر يصنع الأمل ، و الضيق يصبح فسيحًا عندما يحتضن فكرة .و تتجلى هذه القيم في المقولات الشعبية التي أصبحت جزءًا من الهوية الوطنية :" النار و لا العار يا إبراهيم "تذكير بالمواقف البطولية للشهداء الأبطال ." الموت و لا العار "شعار يعكس موقف الأردني في مواجهة أي تحدّ على أرضه أو على كرامته ." إحنا عيالها " المقولة التي تظهر ارتباط كل فرد بالوطن ، فتجعل الكرامة والجود و التضحية جزءًا من الحياة اليومية .كل هذه القيم و المقولات تشكل السردية الأردنية التي يرويها كل أردني و يعيشها يوميًا ، جسرًا يربط الماضي بالحاضر و المستقبل ، و يؤكد أن الأردن ليس مجرد أرض ، بل روح و هوية وقيم متجذرة في كل فرد من أبنائه .__________________أبناء الكرامة … و إحنا عيالهاالأردنيون هم ورثة الكرامة و الفخر ، من عرّار و وصفي التل إلى الشهداء و أمهات الأردن ، الذين علموا الأجيال أن :"اللي ما يموت دون عرضه … ما هو منّا "و من هذه المدرسة خرج الأردني الذي يمشي بثقة الأرض ، متوجًا إرث آبائه ، ليقول لأجياله القادمة :" إحنا عيالها … عيال المجد و السمعة الطيبة ، عيال اللي إذا هاجموا ما هابوا ، و إذا دافعوا ما تراجعوا "السردية الوطنية الأردنية ليست مجرد كلمات ، بل تاريخ حيّ يربط الماضي بالحاضر و يغرس في الشباب روح الدفاع عن الوطن ، مع إبراز دور الأم الأردنية في تربية أبناء يشبهون الجبال و يواجهون المحن برأس مرفوع .__________________السردية الوطنية في زمن التحولات الإقليميةفي ظل تحولات إقليمية متسارعة ، يصبح من الضروري للشباب فهم تاريخ وطنهم و قيمه الأصيلة ، و إعادة صياغتها بما يتوافق مع تحديات العصر . فالسردية الوطنية هنا أداة ثقافية استراتيجية تعزز الثبات والوعي الوطني ، و تربط بين المجد التاريخي و الحاضر المتغير ، مؤكدًا أن الأردن ليس مجرد دولة على الخريطة ، بل وطن مبني على قيم ومواقف و أخلاق متوارثة .__________________المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل … ربط التراث بالابتكارتحت إشراف سمو ولي العهد ، أصبح المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل منصة فريدة لربط التراث الوطني بالابتكار الرقمي . من خلال المبادرات الشبابية ، يمكن توثيق السردية الوطنية بطرق مبتكرة و تحويلها إلى محتوى رقمي و إبداعي يصل إلى الجمهور المحلي و العالمي ، مع الحفاظ على الأصالة و الهوية الأردنية .و في هذا السياق ، يُقترح إطلاق مبادرة وطنية تحت مظلة مؤسسة ولي العهد ، تهدف إلى تأطير جهود الشباب في كتابة السردية الوطنية و ضبط النسق العام لها و ربطها بالقيم التاريخية و الأصالة الأردنية . هذه المبادرة تمنح الشباب فرصة ليكونوا حراس التراث و صناع المستقبل بروح مبتكرة و متجددة ، صاغة للهوية الأردنية و ممثلة لقيم الهاشميين الأصيلة .__________________دروس المعهد السياسي نموذجاًأبناء المعهد السياسي لإعداد القيادات الشبابية يدركون أن طموح الوطن لا حدود له ، و أن الكرامة و الفخر ليست مجرد شعارات ، بل ممارسات يومية تتطلب الالتزام والعمل الجاد. كل مناسبة وطنية فرصة لتعزيز هذا الالتزام ، و إعادة تذكير الأجيال الجديدة بأن الأردن عظيم ، نقي ، و عريق ، و أن الهوية الوطنية ليست قابلة للتفاوض أو النقاش .__________________الأردن … وطن الكرامة و الجودالأردن هو أرض الكرامة و العطاء و الثبات . من عرّار و وصفي التل إلى أمهات الأردن و أبنائه في كل مكان ، يقولون بصوت واحد :" الموت و لا العار … و إحنا عيالها "هذه الكلمات ليست شعارات فقط بل روح يعيشها كل أردني يوميًا : في عمله ، و عطائه ، و صبره ، و حفاظه على قيمه . الأردن ليس مجرد مساحة جغرافية ، بل تاريخ حي و روح متجددة ، تتجدد مع كل جيل من أبنائه .اليوم ، بقيادة الهاشميين و سمو ولي العهد ، يصبح الشباب الأردني حراسًا للتراث و صناع المستقبل بروح مبتكرة و متجددة . مع إطلاق المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل و المبادرة الوطنية تحت مظلة مؤسسة ولي العهد ، تتجسد الرؤية الوطنية ، حيث يصبح الشباب راويًا للسردية الوطنية ، حافظًا للقيم ، و واكبًا للابتكار الرقمي ، مؤكدين للعالم أن الأردن وطن الكرامة و الجود … و إحنا عيالها … و إحنا قدها ، و ستظل إلى الأبد .الشديفات يكتب: السردية الوطنية الأردنية.. هوية يصنعها الرجال والنساء ويدوّنها التاريخ
المهندس مؤيد الرشود الشديفات
نائب رئيس لجنة بلدية منشية بني حسن :: عضو في المعهد السياسي لإعداد القيادات الشبابية - مشروع الحكومة الشبابية - قطاع الإدارة المحلية - الجيل الثاني
الشديفات يكتب: السردية الوطنية الأردنية.. هوية يصنعها الرجال والنساء ويدوّنها التاريخ
المهندس مؤيد الرشود الشديفات
نائب رئيس لجنة بلدية منشية بني حسن :: عضو في المعهد السياسي لإعداد القيادات الشبابية - مشروع الحكومة الشبابية - قطاع الإدارة المحلية - الجيل الثاني
نائب رئيس لجنة بلدية منشية بني حسن :: عضو في المعهد السياسي لإعداد القيادات الشبابية - مشروع الحكومة الشبابية - قطاع الإدارة المحلية - الجيل الثاني
مدار الساعة ـ