أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

المجالي يكتب: بلد العجائب الأردن.. حيث التواضعُ هو التاج وخدمة الوطن (صور)


نضال انور المجالي
متقاعد عسكري

المجالي يكتب: بلد العجائب الأردن.. حيث التواضعُ هو التاج وخدمة الوطن (صور)

نضال انور المجالي
نضال انور المجالي
متقاعد عسكري
مدار الساعة ـ
المجالي يكتب: بلد العجائب الأردن.. حيث

في زمنٍ تُغلِّفُ فيه الرسمياتُ العلاقة بين القائد والمواطن، يبرزُ الأردنُ كاستثناءٍ فريدٍ وقصةٍ تستحقُ أن تُروى للعالم. هو ليس مجرد وطن، بل هو "بلد العجائب" الحقيقي، حيثُ يُعاد تعريفُ مفهوم القيادة والواجب الوطني على مرأى ومسمع الجميع.

التاج بلا حواجز

لعلَّ المشهد الأكثر رسوخاً في وجدان الأردنيين هو ذلك التواضعُ الملكيُ الذي يكسرُ حواجز البروتوكولات. فبينما ينتظرُ العالمُ ظهور الملوك والرؤساء خلف زجاجٍ مُصفحٍ وحشودٍ من الحرس، تجدُ جلالة الملك عبد الله الثاني يتقدمُ الصفوف في واجب عزاءٍ، يجلسُ بين أفراد العائلة المكلومة وكأنه واحدٌ منهم، يتقاسمُ الحزنَ بقلبِ مواطنٍ قبلَ أن يكونَ قلبَ ملك. هذا التواضعُ ليس تمثيلاً، بل هو عقيدةٌ راسخةٌ في الهاشميين، تؤكدُ أنَّ خدمةَ هذا الشعب هي التاجُ الحقيقي.

ويتجسدُ هذا النهجُ أيضاً في سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، الذي لا يترددُ في الجلوسِ على الأرضِ في حلقةٍ بسيطةٍ بين الشبابِ والمواطنين، يستمعُ إليهم دون تكلف، ليؤكد أن القيادة في الأردن هي مُشاركةٌ حميمةٌ لا استعلاءٌ رسمي. هذا القربُ هو الضمانةُ لالتفافِ الشعب حول قيادته في السراء والضراء.

الجنود.. حماةُ الديارِ وخدمةُ الدرب

في بلد العجائب هذا، لا يقتصر دورُ الجندي ورجلُ الأمن على ضبطِ الأمنِ وحمايةِ الحدود فحسب. إنهم بالفعلِ "السند"، القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية، التي تُجسدُ المعنى الحقيقي لمؤسسةٍ وطنيةٍ شاملة.

نحنُ نراهم يجوبون الشوارع، ليس فقط لفرضِ القانون، بل لمُبادراتٍ إنسانيةٍ ووطنيةٍ لا يراها العالم في مكانٍ آخر. ترى الضباط والأفراد ينخرطون في حملاتِ نظافةٍ لشوارع المدن، يرفعون الأنقاض، ويُجمِّلون الأماكن العامة، وكأنهم يقولون: "هذا وطننا، وكلُّ شبرٍ فيه مسؤوليتنا."

هذا المشهد، الذي يدمجُ بين مهمةِ الحمايةِ ومهمةِ البناءِ المدني والخدمة الاجتماعية، هو ما يجعلُ الأردنَ حالةً فريدةً بحق.

رفعة القبعات

إنَّ رؤيةَ الملكِ متواضعاً بين شعبه، وولي العهدِ جالساً على الأرضِ مع أبناءِ وطنه، والجنودِ يخدمون الوطنَ بيدٍ تحملُ السلاحَ والأخرى تُنظفُ الشارع، كلُّ هذا يبعثُ برسالةٍ واضحةٍ ومُدوِّية: الأردنُ هو نسيجٌ واحدٌ لا يتجزأ، قائدهُ وجنديه ومواطنهُ في خندقِ العملِ والخدمةِ ذاته.

لذلك، وفي حضرةِ هذا المشهدِ الوطنيِ المُلهم، لا يسعنا إلا أن نرفعَ القبعاتِ تقديراً وإجلالاً لهذهِ القيادةِ المُتجسدةِ في التواضع، ولهذا الجنديِّ الذي يُمثلُ قمةَ البذلِ والعطاء.

الأردن، بلد العجائب، ودمتَ عزيزاً شامخاً.

حفظ الله الاردن والهاشمين

مدار الساعة ـ