أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الادارة بعقلية العلاقات العامة

مدار الساعة,مقالات مختارة
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مثير حراك الحكومة واركان الدولة لتمرير مشروع تحويل الدعم من السلعة الى المواطن ، فأنا منحاز لهذا القرار دون مواربة ، فكل اركان الدولة بلا استثناء ، دائبة الحراك والخشية من ارتدادات شارعية تتراجع بتقديري لاكثر من سبب ، اولها ان حجم الوافدين واللاجئين كبير ومن حقنا ان نحافظ على مواردنا لانفسنا كما يقول قطاع شعبي واسع ، والثاني ان العطف الشعبي على قضية اللجوء بمجملها في ادنى مراحلها وتحديدا على اللاجئ السوري ، بعد خذلان المجتمع الدولي للاردن ، وبداية انفراج الازمة السورية ، ويسمح الانفراج الحاصل بعودة كثيرين الى مناطقهم وبلداتهم ، ناهيك عن التحرشات الرسمية السورية بالاردن التي تنعكس سلبا على العطف الشعبي على اللاجئ السوري ، وملمح عدم الامتنان من اللاجئ نفسه للاردن بكل تكويناته وتلاوينه ، دون اسقاط عامل المنافسة بين العامل السوري وطبقة العمال الاردنيين في المهن التقنية واثرها على الحالة الفردية والوطنية التي رفعت منسوب التشاؤل ( مساحة رمادية بين التفاؤل والتشاؤم ) ، فالعامل الاردني استشعر خطر العامل السوري كثيرا .

تبرير عدم الخشية من الارتداد الشارعي على شكل مظاهرات وحراكات شارعية ، لا يعني وقف الحراك الرسمي من اركان الدولة ، كما هو الرهان على خوف الشارع الاردني من احداث الاقليم حماية لمجتمعهم وامنهم لا يبرر الايغال في القسوة عليه بالقرارات والجباية ، فالحراك والحوار وتقديم الموجبات الحقيقية لرفع الدعم متوفرة وتحتاج الى فريق موثوق لتقديمه مشفوعا بضمانات كاملة لوصول الدعم الى المواطن وعدم تحميله اية تبعات او فروقات ، واكمال حلقات الاصلاح الاقتصادي بعد ازالة التشوهات المالية ، فكل اصلاح اقتصادي يحتاج الى اصلاح مالي او ازالة التشوهات المالية ، شريطة الالتزام باكمال حلقات الاصلاح الاقتصادي الذي ارهقنا الاذان به دون ادنى تقدم فيه ، بل ان كل الوعودات بالاصلاح الاقتصادي وتوفير بيئته الحاضنة ، تحضر لتمرير قرار مالي صعب ، فيمر القرار ونحتمله ونركن الاصلاح الاقتصادي على الرف ، ثم نستحضره في ازمة تالية .

الذي يحضر اليوم من حراك يحمل صفات التحركات السابقة لاركان الدولة ، فقبل سنوات خمس تحركت الحكومة واركان الدولة لتمرير اعادة العمل بالتسعيرة الشهرية للمحروقات بعد اعتلال الكهرباء الوطنية وزيادة مديونيتها ، فمر القرار ولم نتعافى من الازمة حتى تاريخه ، وكانت التحركات مجرد وجبة علاقات عامة جرى تحضيرها في مطبخ الدولة الفقير الى الخطط الشمولية والاستمرار في نهج الاصلاح ، فعوامل مثل الارادة والمكاشفة ووقف الهدر ومحاربة الفساد والافساد غائبة عن المطبخ الرسمي او موسمية وتصب في نفس خانة العلاقات العامة ، فكلما اردنا تمرير مشروع رفع او زيادة ضريبة ننبش ملف فساد ونعيده الى الواجهة قبل ان ندفنه مجددا بانتظار ازمة قادمة ، وكلما اردنا تمرير مشروع قاسٍ استحضرنا الحوارات والزيارات واللقاءات المكثفة مع القطاعات الوطنية .

نعلم ان ثمة وعي تسلل الى عقل الدولة قبل عقد من الزمان تقريبا ، طالب ونظّر لادارة الدولة وفق نظام الشركات او كشركة ربحية ، وهذه العقلية الشركاتية تؤمن بضرورة وجود قسم للعلاقات العامة يقوم بتسويق القرارات وتبويس اللحى ووجوه الخير ، ثم سرعان ما تنتهي هذه المرحلة لتبدأ مرحلة جديدة لتسويق منتج او خدمة تقدمها الشركة او لوضع لافتتة مكتوب عليها ( نعمل لأجلكم ونأسف لازعاجكم ) وهذه اللافتة هي المطروحة حاليا ، ونحن لا نريد ان تكون وجبة الحوارات والحراكات الرسمية على قاعدة نعمل لاجلكم ونأسف لازعاجكم ، بل نريدها خطوة متصلة وسلوك عام يليق بدولة لا بشركة كبرى ، فتحويل الدعم من السلعة الى المواطن هو سياق وطني وليس فاصلة عشرية بين مرحلتين او خانتين ، ويتطلب تشريعات سياسية واقتصادية ضامنة لحق المواطن في المشاركة بالقرار وتوسيع هذه المشاركة .

الدستور


مدار الساعة ـ