تعلّم أولادي في العطلة المدرسية التي انتهت قبل أيّام مصطلحاً جديداً عليهم وهو (أصول اللعب)..طبعاً اللعب في الشدّة وفي لعبة (الهاند) بالذات..كانوا يتفرّجون على أخوالهم وأنا معهم (لعّيب لا خرّيب)..وكلّ المشاحنات في اللعبة و العصبيات و الصراخيات ترافقها جملة(هيك أصول اللعب) أو (مش هيك أصول اللعب) أو (وأنت شو بفهمك بأصول اللعب) ..!
في بيتي (شدّة) مركونة..استخرجها الأولاد من باطن الغبار..طبعاً لا يوجد بينهم من يعرف اللعبة ولا حتى (فتّ الورق)..ومع ذلك استرقتُ السمع والنظر إليهم وهم يلعبون بحرارة شديدة ..! الغريب أنهم فازوا على بعضهم البعض وهم يدّعون أنهم يلعبون (أصول اللعب)..! والغريب الأكثر غرابة أن أحد أبنائي قال لآخر: لو مش على أصول اللعب ولا بتقدر تغلبني..فردّ عليه الآخر: طيب تعال نلعب مش أصول اللعب..ولعبا..وفازا وخسرا وفازا وخسرا..وهما لا يعرفان اللعبة أصلاً..!
قد تعتقدون إنني أضحك عليكم بهذه الحكاية ..هاتوا القرآن أحلف لكم عليه أن ما رويته لكم عن أصول اللعب هو بعض ما حدث..وعلى سمعي وبصري..!
ومن عجب أن من لا يعرف اللعبة يغلبك على أصولها وبدونها وأنت الحرّيف الذي لا تغلبه الأشباح..!
الدستور
