أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات خليجيات مغاربيات دين بنوك وشركات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

اخوارشيدة والخزاعلة يكتبان: بنو صخر فقدت فرعاً أصيلاً من أغصانها.. والبادية حزنت

مدار الساعة,وفيات اليوم في الأردن,مناسبات أردنية,القوات المسلحة الأردنية,القوات المسلحة,الجيش العربي
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - كتب الدكتور هاني أخو ارشيدة والدكتور محمود الخزاعلة -

بقلوب تفيض حزناً، وتسليمًا لقضاء الله تعالى، ودع الأردن عَلَماً من أعلامه البارزين، وركناً من أركانه الراسخة، المغفور له بإذن الله، معالي الشيخ جمال حديثه الخريشا

"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"

فقدت بنو صخر فرعاً أصيلاً من أغصانها، وحزنت البادية التي كانت مسرحاً لأمجاده، لكن الحسرة تعم أرجاء البلاد كلها، وتتجاوز الحدود لتصل إلى كل ساحة عرفت شهامته جندياً، وإلى كل محفل أدرك حكمته شيخاً ووزيراً ورجل دولة بحجم المبادئ.

جنديٌ أشهب

لقد كان الفقيد العظيم مثالاً يُحتذى في الثبات والبذل. عرفته وحدات القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، قائداً شجاعاً، وَهَب عنفوان عمره لحماية تراب الأردن العزيز. لم تكن الزيّ العسكري مجرد لباس، بل جلده الذي اعتز به. اختزن "الرمز والرتب" في وجدانه قبل أن يحمله على كتفه، وأدى واجبه بوفاء الجندي الأمين، مقتنعاً بأن حماية الثرى هي أشرف مهمة.

صانع قرار ورجاحة رأي

وعندما انتقل من ساحة الدفاع إلى فضاء العمل الوطني والسياسي،حافظ على تلك الروح العسكرية في إخلاصها، لكنه اكتسى برداء الخبرة والرؤية الثاقبة.

في مناصبه القيادية،وزيراً وممثلاً وقائداً، كان "أبو حديثه" صوت الحكمة، ومقياس الإنصاف، وبطل التحديات. لم يتنازل قط عن ثوابت البلاد، وكان سنداً في الأوقات العصيبة، يقدم المصلحة العامة، ويعمل على الوئام لا الفرقة.

سيد القيم والإنسانية

يا من فقدناك،سيشتاق لك "المضيف" الذي كان منفتحاً للضيف وصاحب الحاجة، وسيفتقدك "المجالس" التي قمت فيها عادلاً بين الخصوم، مهماً للقلوب، حافظاً على الروابط. كنت امتداداً لإرث عريق من القيادة والمشيخة في عشيرة "الخريشا" الأصيلة، فكنت خير خلف لخير سلف، حملت التراث بهيبة، وأديت الثقة بكفاءة.

إرقد مطمئناً يا "أبو حديثه"، فقد أوفيت بالعهد، وحافظت على الميثاق. غبت عنا جسداً، ولكن ذكراك الطيبة ستظل محفورة في ضمير الأردن، وسيظل اسمك مكتوباً في سفر الأبطال الذين قدموا لهذا الوطن بلا تردد، وعطاؤهم لا يحده حد.

اللهم ارحمه رحمة واسعة، وأكرم مثواه، واجعل قبره روضة من رياض الجنة، وألهم أهله ومحبيه جميل الصبر والسلوان.

إنا لله وإنا إليه راجعون


مدار الساعة ـ