أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين رياضة اخبار خفيفة ثقافة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

مساعده يكتب: ذكرى ميلاد الحسين… ركائز الشرعية الهاشمية


جهاد مساعدة

مساعده يكتب: ذكرى ميلاد الحسين… ركائز الشرعية الهاشمية

مدار الساعة ـ

في ذكرى ميلاد الحسين بن طلال – رحمه الله – تستعيد الدولة الأردنية مرحلةً تأسيسية رسمت ملامح حاضرها، وأرست نهجًا واضحًا في القيادة الهاشمية يقوم على الثبات في المبدأ، وحكمة القرار، واحترام مسؤولية الحكم. لم يكن ميلاد الحسين مناسبةً تُمرُّ في الذاكرة، بل بدءًا لمرحلة حملت مشروعًا وطنيًا استند إلى رؤية واضحة وقربٍ صادق من الناس.

ترتكز الشرعية الهاشمية على ثلاث ركائز رئيسية: الشرعية الدينية، والشرعية التاريخية، وشرعية الإنجاز. وقد جسّد الحسين هذه الركائز في منهج قيادته. فالشرعية الدينية التي يستند إليها الهاشميون تنطلق من نسبٍ ثابت يتصل ببيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهي شرعية لا تُكتسب بالمكانة وحدها، بل بما تقتضيه من عدل وإنصاف وتواضع. وقد حمل الحسين هذا المعنى في أدق تفاصيل حكمه، فكان قريبًا من المواطنين، حريصًا على أن تكون الدولة خادمةً لهم.

أما الشرعية التاريخية، فهي امتدادٌ لدور الهاشميين في نهضة العرب، وفي حماية المقدسات، وفي صون هوية الأمة. وقد أدرك الحسين عمق هذا الدور، فعمل على تثبيت قواعد الدولة، وصيانة وحدتها الداخلية، وتعزيز حضورها في محيطٍ معقد. ولم يتعامل مع التاريخ بوصفه ماضيًا يُستذكر، بل أساسًا يعتمد عليه في بناء المستقبل، وأداةً لفهم التحديات وتحديد المسار.

وتأتي شرعية الإنجاز لتُبرز الجانب العملي من القيادة الهاشمية. فقد أسهم الحسين في بناء مؤسسات الدولة وترسيخ قواعد التعليم الحديث، ودعم القوات المسلحة، وتعزيز الإدارة العامة بروح الانتماء والانضباط. وكانت رؤيته تقوم على أن الدولة القوية تنشأ من قوة مؤسساتها وقدرتها على خدمة المواطن بكفاءة ومسؤولية. ولذلك بقي أثره واضحًا في قدرة الأردن على مواجهة التحولات بثقة واقتدار.

وعندما تولّى الملك عبدالله الثاني مسؤولية قيادة الدولة، استمرت الشرعية بأركانها الثلاث. فقد واجه جلالته تحديات العصر بحكمة ووضوح، وقاد عملية تحديث شملت الإدارة والاقتصاد والتعليم، وحافظ على استقرار الأردن في مرحلة تتطلب قيادة تعرف اتجاهها ومسؤوليتها. وإلى جانبه ينهض ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله، حاملًا ذات القيم وثوابت النهج الهاشمي، ومؤكدًا أن المسؤولية في الأردن تنتقل عبر رؤية واضحة ومنهج متصل.

إن ذكرى ميلاد الحسين ليست مجرد استعادة لرمزٍ وطني، بل تأكيدٌ أن الدولة الأردنية قامت على أسس راسخة تشكل عمود الشرعية الهاشمية:

شرعية دينية تمنح القيادة بعدها الأخلاقي،

وشرعية تاريخية تحفظ الهوية وتحدد الدور،

وشرعية إنجاز تبني الدولة وتحصّن مستقبلها.

سلامٌ على الحسين في ذكرى ميلاده،

وسلامٌ على جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم،

وسلامٌ على ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله…وهما يواصلان مسيرة الدولة على نهجٍ لا ينقطع، ومسؤوليةٍ لا تتبدل، ورؤيةٍ تثبت حضور الأردن بين دوله بثقة واستمرار.

مدار الساعة ـ