مدار الساعة -في خطوة عالمية لترسيخ التنمية الأخلاقية للذكاء الاصطناعي (AI)، أطلقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بالشراكة مع حكومة أوزبكستان «جائزة اليونسكو – أوزبكستان البيروني للبحث العلمي في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي» في حفلها الافتتاحي.
تهدف الجائزة الجديدة إلى تكريم الأفراد والمؤسسات الذين قدموا مساهمات بارزة في تعزيز البحث العلمي، والتعاون الدولي، والتطبيقات العملية في مجال أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، بما يتماشى مع «توصية اليونسكو بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي» لعام 2021، وهي أول إطار معياري عالمي في هذا المجال.سُميت الجائزة تيمناً بالعالم المسلم الشهير أبو الريحان البيروني، الذي عاش في القرن الحادي عشر وكان رمزاً للجمع بين المعرفة العلمية والتبادل الثقافي. وتُمنح الجائزة كل سنتين. وتُكرم الجائزة ثلاثة فائزين (أفراد أو مؤسسات أو منظمات). يحصل كل فائز على مكافأة نقدية قدرها 30,000 دولار أمريكي، بإضافة إلى ميدالية «البيروني» وشهادة تقدير.مجالات التكريم في البحث العلمي الذي يعالج التحديات الأخلاقية للذكاء الاصطناعي، التعاون العلمي الدولي، والمبادرات التي تثبت التطبيق العملي لمبادئ الذكاء الاصطناعي الأخلاقية في سيناريوهات واقعية.الأخلاق بوصلة الابتكارأقيم حفل توزيع الجوائز لعام 2025 كجزء من الفعاليات الجانبية للدورة الثالثة والأربعين للمؤتمر العام لليونسكو في سمرقند. وخلال الحفل، أكدت أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو، على الأهمية الفلسفية للجائزة وقالت يجب أن تكون الأخلاق هي التي توجه التقدم التكنولوجي، وتضمن أن الابتكار يعود بالنفع على الجميع ولا يترك أحداً في الخلف.وأشارت اليونسكو إلى أن الجائزة لا تحتفل بالتميز الفردي فحسب، بل تعزز وتوطد التعاون بين مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة الملتزمين بالنهوض بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، مع الحرص على أن تكون الجائزة محفزاً للمرأة في العلوم بما يتماشى مع الأولوية العالمية لليونسكو للمساواة بين الجنسين.الفائزون الافتتاحيونكرم الحفل الافتتاحي لعام 2025 ثلاثة فائزين لمساهماتهم الكبيرة في صياغة السياسات الأخلاقية والممارسات المبتكرة للذكاء الاصطناعي: البروفيسور فيرجيليو ألميدا الأستاذ الفخري في جامعة ميناس جيرايس الفيدرالية، تم تكريمه لعمله في تعزيز الذكاء الاصطناعي الأخلاقي، الشامل، والمتمحور حول الإنسان، والحوكمة الرقمية الديمقراطية. خبيرتا حقوق الإنسان والكمبيوتر، سوزان بيري وكلوديا رودا تم تكريمهما لجهودهما في تعزيز أخلاقيات الذكاء الاصطناعي التي تركز على الشباب، مع التركيز على حماية الخصوصية، الإدماج، والإنصاف.فاز معهد حوكمة التعاون الدولي في الذكاء الاصطناعي بجامعة تسينغهوا في الصين لعمله في تعزيز الحوار العالمي والتعاون الدولي وصياغة سياسات مسؤولة لأخلاقيات وحوكمة الذكاء الاصطناعي.السياق العالميتأتي الجائزة في وقت يتسارع فيه الجدل العالمي حول الحاجة إلى «بوصلة أخلاقية» لتوجيه التقنيات الناشئة. وتُعد هذه الجائزة جزءاً لا يتجزأ من برنامج اليونسكو لتنفيذ توصيتها لعام 2021، التي تدعو الدول الأعضاء إلى ضمان تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة تحترم حقوق الإنسان وتخدم الصالح العام.ويؤكد هذا التكريم أن الأخلاق ليست قيداً على التقدم، بل هي أساسه، ما يضمن أن الابتكار التكنولوجي يقترن بالمسؤولية والبصيرة الأخلاقية لخدمة البشرية جمعاء.هل يصبح الذكاء الاصطناعي 'أخلاقيًا'؟ اليونسكو تطلق خطتها لزرع الضمير في الخوارزميات.
مدار الساعة ـ











