أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين رياضة اخبار خفيفة ثقافة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

جحيم في حديقة الألعاب.. كيف أصبح 'روبلوكس' ملاذاً للمتحرشين ومقبرة لبراءة الأطفال الرقمية؟

مدار الساعة,أخبار الصحة والأسرة,وسائل التواصل الاجتماعي
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة -كشفت مراسلة صحيفة الغارديان في أستراليا، سارة مارتن، في تحقيق استقصائي صادم، عن الوجه المظلم لمنصة الألعاب الشهيرة "روبلوكس"، التي تُعد من أكثر الألعاب شعبية بين الأطفال حول العالم، إذ تضم أكثر من 100 مليون مستخدم نشط يومياً، نصفهم تقريباً دون سن الثالثة عشرة.

ورغم ما تروّج له الشركة بأنها مساحة آمنة للإبداع والتسلية، إلا أن تجربة سارة داخل اللعبة كشفت عن بيئة افتراضية "مخيفة" تتجاوز حدود الترفيه إلى التحرش والعنف والتنمر، حتى مع تفعيل إعدادات الرقابة الأبوية.

تجربة صادمة داخل عالم "Dress to Impress"

قررت سارة دخول اللعبة بهوية افتراضية لطفلة تبلغ 8 سنوات لاختبار مستوى الأمان بنفسها، لتجد نفسها في عالم مليء بالعنف اللفظي والسلوكيات الجنسية.

تقول في تقريرها: "وجدت نفسي فتاة شبه عارية وسط غرباء، يقتربون مني ويتحرشون بشخصيتي الافتراضية، تعرضت للتنمر، والاعتداء، بل وحتى القتل الافتراضي، رغم أن أدوات الحماية كلها كانت مفعّلة".

تجربتها بدأت داخل اللعبة الشهيرة Dress to Impress (ارتدي لتُبهر)، التي تجاوزت زياراتها 6 مليارات زيارة منذ إطلاقها عام 2023، والتي يفترض أنها تشجع الأطفال على تنسيق الملابس وخوض مسابقات للأزياء، لكنها تحولت – بحسب وصفها – إلى "ساحة مفتوحة للتحرش والتنمر والعروض الجنسية".

وأضافت سارة: “خلال أسبوع واحد، رأيت غرفاً سرية مخيفة، بينها غرفة تُعرف بغرفة اللحوم تشبه الرحم، وأخرى تحتوي على قفص تُحتجز داخله امرأة، ما جعل اللعبة أشبه بفيلم رعب موجّه للأطفال".

"مقامرة الأطفال" وبيع القاذورات الافتراضية

ماركوس كارتر، أستاذ التفاعل بين الإنسان والحاسوب في جامعة سيدني، شبّه ما يجري داخل اللعبة بـ"مقامرة رقمية للأطفال"، مؤكداً أن النظام الاقتصادي للعبة يشجع على الإنفاق من أجل التنمر أو السيطرة على الآخرين.

وقال كارتر: "تتيح Roblox للأطفال دفع أموال حقيقية لشراء امتيازات مثل رمي القاذورات أو الطماطم على لاعبين آخرين، وهي طريقة مموّهة لتغذية سلوكيات عدوانية".

وأشار إلى أن الشركة تستفيد من ملايين الدولارات التي ينفقها المستخدمون، في حين تُشجع الأطفال على صناعة ألعاب مدفوعة تُحقق أرباحاً للمطورين الصغار، واصفاً ذلك بأنه "استغلال لعمالة الأطفال تحت غطاء الإبداع".

شركة عملاقة تحت ضغط الفضائح

تبلغ القيمة السوقية لشركة Roblox Corporation نحو 92 مليار دولار، ويملك مديرها التنفيذي، ديفيد بازوكي، حوالي 10% من أسهمها.

لكن رغم النمو السريع، تواجه الشركة دعاوى قضائية متعددة في الولايات المتحدة، بسبب مزاعم تتعلق بالتحرش الجنسي واستغلال القُصّر عبر الإنترنت.

وفي أستراليا، حذّرت مفوضة السلامة الإلكترونية، جولي إنمان غرانت، من أن المنصة "ما تزال على المحك"، رغم عدم شمولها مبدئياً بالحظر الأسترالي الجديد على وسائل التواصل الاجتماعي. وقالت: "مجرد إعفاء أي منصة من التشريعات لا يعني أنها آمنة للأطفال".

بين الشهرة والجدل

تحاول روبلوكس الحفاظ على صورتها كعالم إبداعي للأطفال والمراهقين، فوسّعت شراكاتها مؤخراً مع شركات ترفيه كبرى مثل ماتيل وليدي غاغا، وأطلقت دمى واقعية وشراكات ترويجية لأفلام مثل Wicked: For Good.

لكن مع اتساع جمهورها، تتزايد الانتقادات لمحتواها غير المناسب للأطفال، إذ حُذفت مؤخراً وضعيات رقص بعد ردود فعل غاضبة من أولياء الأمور.

عالم بريء بواجهة… وجحيم خلف الشاشات

ما كشفه تحقيق الغارديان يطرح تساؤلات مقلقة حول حدود الأمان في الألعاب الموجهة للأطفال، ومدى قدرة الرقابة الأبوية على مواجهة عالم افتراضي يتجاوز التسلية إلى الاستغلال والابتزاز والعنف.

وفي ختام تقريرها، كتبت سارة مارتن بعبارة تلخّص تجربتها: روبلوكس ليست عالماً من الخيال والإبداع كما يُروّج لها… بل جحيم رقمي يتخفّى تحت قناع الطفولة".


مدار الساعة ـ