أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة شهادة الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون جامعات خليجيات مغاربيات دين بنوك وشركات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الشهوان يكتب: الوطن في عيون الأردنيين


محمد نوفان الشهوان

الشهوان يكتب: الوطن في عيون الأردنيين

مدار الساعة ـ

span style=" display: inline ;">حاولتَ جاهدًا أن أُفسّر ما معنى الوطن وسألتَ نفسي سؤالًا هل الجميع يرى الوطن كبعضهم البعض؟! ،

تاهت أفكاري واختطفني المشهد بألمٍ وحسرة، حاولت أن لا أذرف الدمع وأقبضُ على جمرة مشاعري بيديَّ المتعبتين، نظرتُ مُحدّقًا في جدرانِ غرفتي وتذكرّتُ كلَّ مرةٍ رأيتَ فيها الوطن بعيون الناس وبدأَ وجعي يزدادَ رويدًا رويدًا، حتى وصلَ بي الحال أن اعيَّ تمامًا بأنَ الوطن يختلفُ من شخصٍ الى آخر ، فهُناك عدة طبقات تُقسَّم في المجتمع وكل واحده منها لها معيار بالإنتماء للوطن،

هناك طبقة الإنتهازيين الذينَ يأخذونَ شعارات الوطنية والولاء والانتماء طريقًا حتى يتغلغلوا في مفاصل السلطة والنفوذ لا من أجل البلد والشعب ، هم نفسهم الذين يوزعون صكوكَ الغفران ويقولون هذا وطني و هذا لا.. وهم نفسهم الذينَ يُطالبون الشعب بالثقة كلما أرادوا خوض معركة الإنتخابات، هم يرون الوطن و يضعونه بلقب معالي او عطوفة ، وهناك طبقة البرجوازيين الذينَ يستندونَ بكلَّ شيءٍ الى (سي ڤي) الشخص و يؤمنون كلما اتحدتَّ مع الثقافة الغربية و أصبحتَ منفتحًا اكثر كلما كنتَ ذات وطنية اكثر ومفيدًا للمصلحة العامة اكثر فمثلًا خريجون جامعات بريطانيا واميركا في نظرهم أولى وأحق بالسلطة من خريجي الجامعة الأردنية لأنَّ خريجي هارفرد في نظرهم هم من سينهضونَ في المجتمع و هم أصحاب الفكر وهم منبع الثقافة.

وهناك الطبقة السياسية التي أفرادها يتسابقونَ من سيصل الى المنصب اولاً ومن سينال الرضا و الثقة اولاً، يسيرونَ على الطريق بمبدأ (صاحب الهدف الواحد لا يلتفت الى مغريات الطريق) فهم يرونَ الشعب و البلد مغريات لا يكترثونَ لها وهمهم الأكبر الوصول الى المنصب، هم فقط يرونَ الشعب دُمى يستعطفونها من أجل الوصول الى الكرسي، اما الطبقة الأخيرة الطبقة الكادحة التي بالأساس لا يملكون فيها سوى حبهم للوطن فهم من يرونَ العشيره هي الوطن ، و يرونَ الذهاب الى العمل في الصباح الباكر بواسطة المواصلات هو الوطن ، هم نفسهم الذينَ يُقدّمونَ الدم والروح عندما يشعرون بأنَّ الوطن قد يتعرض لخطرٍ ما، ينظرون الى البلد بعين الرضا لا بعين السلطة،

لنعود الى السؤال الأهم الأردنيون كيفَ يرونَ الوطن؟!

هُنا تقفُ اللغة عاجزةً لأنهم أعجزوني وأعجزوا اللغة بأن تنصفهم ، برغم كل الألم الذين يعيشونه لكنهم لا زالوا يُحبّون الأردن كما لم يحبوه من قبل ، الأردني بالرغم من من وجعهِ ونزيفهُ الذي ينزفهُ على سفوحِ الكرامة بقيَ مُتمسكًا بهويتهِ و أردنيتهِ ، الأردني هو ذاته الذي عندما يرى الملك في الشارع يهتف و يقول (بالروح ، بالدم نفديك يابو حسين) ، الأردنيون مُتيمون بالملك فهم عندما يرونه يشعرون بالسعةِ في صدورهم و تهدأ أرواحهم ويسكنهم الأمان ، الأردني هو المطلوب منهُ أن يُقدّم الدم و يُقدّم الوعي ، الأردني أصبحت تأتي عليه ايام يشعرَ بالغربة في وطنه لأنهُ غير قادر على العيش ، غير قادر وكلُّ يوم يأتي تزداد الحياه صعوبةً عليه ، الأردني الأن داخله يتمزق ، ضاقَ كل شيء عليه لكنَّ قلبه لم يضق على البلد ….

مدار الساعة ـ