فضيحة أمنية في اللوفر.. كلمة مرور 'ساذجة' تكشف هشاشة أكبر المتاحف!

مدار الساعة -شهد متحف اللوفر بباريس مؤخرا واحدة من أبرز السرقات في تاريخ المتاحف العالمية، إذ تمكن أربعة أشخاص من الاستيلاء على مقتنيات ثمينة تعود لقرون، في عملية جريئة لم تستغرق سوى دقائق معدودة، غير أن المفاجأة الأكبر لم تكن في الأسلوب الاحترافي للسرقة، بل في ثغرة أمنية غير متوقعة كشفتها التحقيقات لاحقا نظام المراقبة كان محميًا بكلمة مرور بسيطة للغاية وهي "Louvre".

التحقيقات تكشف الثغرة

أفادت صحيفة ليبراسيون الفرنسية أن عمليات تدقيق سابقة أجرتها الوكالة الوطنية للأمن السيبراني عام 2014، حذّرت من وجود قصور كبير في النظام الأمني داخل المتحف، وتمثلت أبرز الملاحظات في استخدام كلمات مرور ضعيفة يسهل اختراقها والاعتماد على برامج مراقبة قديمة تجاوزت 20 عامًا من دون تحديث، بالإضافة إلى وجود وجود سهولة وصول غير مبررة إلى أسطح المبنى خلال أعمال الصيانة.

كما كان هناك غياب أنظمة دعم تقنية فعّالة أو صيانة دورية للبنية الأمنية.

ورغم التحذيرات، استمرت أنظمة الحماية بالعمل من دون تحسين ملموس، ما سمح بتفاقم نقاط الضعف.

تفاصيل عملية السرقة

وقعت الحادثة يوم أحد حوالي الساعة 9:30 صباحًا، أي خلال ساعات استقبال الزوار.

وبحسب كاميرات المراقبة وشهادات العاملين، توقفت شاحنة صغيرة مجهزة بسلم ميكانيكي بجوار المتحف، واستخدم المشتبه بهم أدوات كهربائية لفتح ممر من الطابق الثاني، واستولت المجموعة على مجموعة من الجواهر الملكية النادرة.

وغادر اللصوص الموقع خلال أربع دقائق فقط، فيما استغرقت العملية بأكملها ثماني دقائق، ولم تسجل إصابات بين الحراس أو الزوار، إذ اكتفى الجناة بتهديد الموجودين قبل الانسحاب بسرعة.

تُقدّر قيمة القطع المسروقة بـ عشرات الملايين من الدولارات، ولا تزال مفقودة .

وقد أعلنت السلطات الفرنسية توقيف عدد من المشتبه بهم، وتوجيه اتهامات مباشرة لأربعة منهم، في حين تواصل الفرق الأمنية تعقب بقية أفراد الشبكة المحتملة.

يُذكر أن متحف اللوفر شهد عبر تاريخه عدة حوادث سرقة أبرزها: سرقة لوحة الموناليزا عام 1911، وحادثة سرقة أخرى عام 1998، إلا أن عملية هذا العام تعد الأكثر جرأة من حيث التخطيط والتنفيذ والزمن القياسي.

أعادت هذه القضية فتح ملف الأمن في المؤسسات الثقافية الكبرى، وطرحت تساؤلات حول مدى توافق أنظمة الحماية الحالية مع حجم القيمة التاريخية للمقتنيات. ويرى خبراء أمنيون أن الاعتماد على تقنيات قديمة وضعف المراقبة الرقمية يشكلان ثغرة خطيرة لا تتناسب مع مكانة اللوفر باعتباره واحدًا من أهم المتاحف في العالم.