وادي عربة وقريقرة وفينان.. قرى تتنفس محبّة الملك (صور)

مدار الساعة - إبراهيم السواعير -

إيمانًا من وزارة الثقافة بتشاركية الإعلام، قُدّر لنا أمس، أن نرافق وزير الثقافة الأستاذ مصطفى الرواشدة في زيارة إلى منطقة وادي عربة، لإطلاق النسخة التاسعة عشرة من مهرجان القراءة للجميع، أو ما اصطلح على تسميته "مشروع مكتبة الأسرة الأردنية"، والحقيقة أنّ الأجواء كانت رائعة جدًّا، وأنت تنظر إلى قرى أطلق فيها المشروع، وفق رسالة وطنية حضارية، بأنّ من حقّ هذه القرى أن يُحتفى بها، وأن تكون أول من يطلق فيها هذا المشروع رسميًّا، كرسالة ذكية من وزارة الثقافة تدلّ على أنّ الأردن كله يحظى برعاية جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله، وأنّ التوجيهات الملكيّة السامية تقتضي بأن تتوزع المكاسب التنموية على الجميع بعدالةٍ وتساوٍ، ومن هذه المكاسب المكسب التنموي الثقافي..

في جولتنا مع الوزير، كنّا في أكثر من قرية، في وادي عربة، وفي قريقرة، وفي فينان، والحقيقة أنّ حضور الناس والوجهاء والأبناء وطلبة المدارس وهم ينشدون للوطن ويرحبون بالضيوف ويهتفون لجلالة الملك، كان منظرًا يشعرك ويؤكد لك بأنّ الأردنّ كلّه على حالة من الفرح والاهتمام الوطني، فكانت هذه القرية الوادعة الجميلة بحقّ كما وصفها لي أحد الكبار في السنّ من أهل المنطقة، بأنها قرى تعيش بأنفاس ومحبة جلالة الملك وتتنفس محبة الملك..

كان مجرد وجود أطفال يغنّون للأردن بطريقة حضارية تعيدنا إلى حيث روعة أبناء المدارس، وهم يستقبلون الضيوف ويشعروننا بأنّ المستقبل للشباب الذين يشكلون 70% من نسيجنا السكاني، يشعرنا بأنّ الشباب القادم سيكون أكثر وعيًا ونضجًا وأشدّ ولاء وانتماء..

كان أطفال محرومون من نعمة البصر، ينشدون بطريقه "برايل" نشيد العلم والسلام الملكي، في وادي عربة، وكان صوتهم بتدريب مكثف من جمعية المكفوفين والرائدة د.سهام الشباطات، يعوّض عن رؤيتهم للضيوف الذين استشعروا رؤيتهم بوجدانهم، لأنّ لديهم بصيرة يرون بها الضيوف، فقد كانت الفرحة مرتسمة على وجوههم حتى وإن لم يروا الضيوف إلا من خلال مشاعرهم والتصفيق الحار لهم من قبل هؤلاء الضيوف.

الجانب الرسمي في الموضوع كان في كلمة وزير الثقافة مصطفى الرواشدة الذي أكد أهمية المشروع وفلسفته ورمزية أسعاره الزهيدة( 25 قرشًا إلى 35 قرشًا)، التي تشجع على أن تكون هناك مكتبة لكل بيت.. من خلال المشروع الذي ينطلق بالتزامن في كل محافظات المملكة، من خلال 19 دورة من عمر هذا المشروع.

ومنذ عام 2007 كان هذا المشروع ناجحًا وربما يفيض عن مكتبة لكل بيت، خصوصًا وأنّ الجميع يتشارك فيه، واللافت أنّ الوزير وحين رأى درجة الإقبال والاهتمام في هذه القرية قرر أن يكون هذا المشروع بالمجان لأبناء القرية، مما زاد من الفرحة وتداول الكتاب في أجنحة هذا المعرض.

كانت كلمات الوجهاء تحمل الكثير من المحبة لجلاله الملك، خصوصًا وأنّ جلالته كان أمس في الكرك يستمع إلى القضايا والمطالب والمدارس والتعليم والمشاريع التنموية ويباركها بكل ثقة القائد الإنسان المحبّ لشعبه في كل المحافظات..

ومن المعروف أنّ الحكومة الأردنية بتوجيهات رئيس الوزراء د.جعفر حسان تجوب المملكة في زيارات ميدانية استجابةً لرؤية جلالة الملك، فكان كلّ هذا تأكيدًا بأنّ الدولة مهتمّة بخدمة الناس والشباب والأطفال والعائلة، في مشاريعها وطموحاتها وفي زيادة مساحة فرحتها المعنوية وفرص العمل..

كما لم يكن الجانب الثقافي ترفًا، كما قال وزير الثقافة، فهو يدخل في كل شيء، حين تتخلل الثقافة المجتمع، بما يرسم الفرحة على وجوه الأبناء والبنات في جيل مثقف يعي حجم التحديات وأهميّة الوقوف إلى جانب وطنه ومقدرات هذا الوطن.

ومما يفرح القلب أنّ الناس، حتى وهم يحمّلون مطالبهم الثقافية وغير الثقافية أيضًا، كانوا يشيدون بالزيارات الملكيّة وتوجيهات جلالته الحكومة بالعمل الميداني وتلمّس احتياجات الناس في القرى والبوادي والأرياف والمخيمات، وفي كلّ مكان..