هناك لحظات تختبر فيها الحياة صلابة الروح قبل متانة الجسد، كأنها تسأل قلوبنا عن مقدار إيمانها بالضوء حين يختبئ خلف غيوم الألم. وفي تلك اللحظات تتجلى الحقيقة العظمى التي تغيب عن العيون كثيرًا، وهي أن الإنسان يقف شامخًا ليس بقوة عضلاته، بل بما يحمله في داخله من يقين، ومن قلوب تُمسك بيده رغم ارتجاف الطرق.
عواد… أيها الفارس الذي لم تُهزمه العواصف، رأيتُ النبض حين تعب، ورأيتُ عزمك حين نهض. رأيتُك ترفض الاستسلام كجبلٍ يأبى الانحناء، ليعلّمنا أن المرض ليس نهاية الطريق، بل بداية اختبار جديد لقوة الإنسان على الانتصار على ضعفه.قالوا إن الجسد يمرض. وقلتُ لهم إن الروح عند عواد لا تُهزم، لأنها صُقلت بالتجارب، وتربت على كتاب الحياه قبل كتب الأدب. سلامتك تعني لي يقينًا جديدًا بأن الله يزرع فرجًا في قلب كل محنة، وأن خلف كل وجع ميلادًا لصبرٍ أعمق وتقديرٍ أجمل للحياة.تغلبت على الألم لأنك مؤمن بأن الكاتب الحقيقي لا يكتب قلمه فقط، بل تكتب روحه التي لا ترضى الهزيمة. وها أنت تعود إلينا بابتسامتك التي تهزم الوجع، وتعلن أن الحياة لا تنحني إلا في لحظات لتنهض بعدها أقوى وأبهى.إلى كل من زار أو اتصل أو دعا أو كتب كلمة محبة… لكم في القلب مساحة واسعة من الامتنان. لقد كنتم جزءًا من هذا الانتصار الإنساني الذي يليق بكم وبصدق مشاعركم.ختامًاعواد… ستبقى شامخًا حتى وإن حاول المرض الانقضاض عليك. ستبقى قويًا لأن قلبك أقوى من كل طارئ، وروحك أوسع من كل ضيق. ولأننا نستمد من حضورك معنى الثبات… سنظل نردد:لا خوف على من امتلك روحًا مثل روحك… ولا انكسار ما دام فيك هذا القدر العظيم من الحياة.قرقودة تكتب: زوجي عواد.. ستبقى شامخًا حتى وإن حاول المرض الانقضاض عليك
مدار الساعة ـ