... أمس تابعت برنامج (نوستالجيا) ، كان الضيف هو الوزير السابق حمدي الطباع ومقدمة البرنامج هي المذيعة : رهف صوالحه ، تحدث الطباع عن حياته وعلاقته بالراحل الكبير الحسين ومن ضمن ما تحدث عنه قصة حدثت بين والده والملك عبدالله الأول وسردها على الشكل التالي وهو : أن الملك عبدالله الأول أرسل سيفه لوالد الوزير السابق حمدي الطابع من أجل (رهنه) مقابل مبلغ قدره (150) جنيها فلسطينيا باعتبارها (قرضة) ...لكن والد الوزير السابق حمدي الطباع ، قال للرسول الذي أرسله الملك عبدالله : إن السيف الهاشمي لايرهن ، وقام بجمع (150) جنيها فلسطينيا من تجار عمان وأرسلها للملك وأعاد السيف .
أنا قرأت تاريخ الملك عبدالله الأول واستمعت من الناس الذين عاصروه عن حياته ...الملوك لا ترهن سيوفها ..حتى وإن رهنت السيف فتلك قصة لاتذكر للأجيال ولا تكتب ، وأنا شخصيا لم اسمعها من صديقنا مهند مبيضين المتبحر في تاريخ الهاشميين لم أسمعها من بكر خازر المجالي ، ولم أسمعها لا من محمد عدنان البخيت ولا من علي محافظة ...ولكني سمعتها من الوزير السابق حمدي الطباع .سؤالي : من هو الذي يحمي التاريخ الهاشمي في بلدنا ؟ أنا لا أعرف حقيقة هل هي مؤسسة الديوان الملكي ، أم مركز التوثيق الهاشمي ، أم مؤسسة ال البيت ، أم إعلام الديوان الملكي ....لكن ما أعرفه أن تاريخ الملوك هو إرث وطني وقومي وعالمي ، وتاريخ الملوك لايذكر في برامج المقابلات الشخصية ، ولا في جلسات تسجيل لبرامج مرتبطة بتاريخ شخص ما .الملك عبدالله الأول أسس هذا الوطن على حد السيف ، أسسه على التسامح والكبرياء والمحبة ، ولم يؤسسه على رهن سيفه ..هل يقوم فارس هاشمي برهن سيفه الذي سار به من مكة لنجدة فيصل ، ورفعه حين بايعته العشائر ، وحمله لأجل فلسطين وتحت ظله خاض جيشنا أسمى وأعظم معاركه ، واستشهد على بوابات الأقصى وهو محتفظ به .حتى لو كانت القصة حقيقية ، فهي ليست قصة تعرض في إطار زهد الهاشميين ..وليست قصة تسرد على مسمع جيل لم يعاصر شقاء وتعب الأردني في تأسيس دولته ، وليست قصة تذكر على مسمع أشقاء عرب يشاهدون مثل هذه البرامج ...والحديث عن فقر الهاشميين لايجوز أن يعتبره البعض ، قصة تروى على الشاشات ..حتى وإن كانوا فقراء ، لكنهم الأثرياء في الدم فقد قدموا شهيدا تلو الشهيد في العراق وفلسطين والمنافي وعلى بوابات القدس .يبدو أن الإعلام لدينا لايفهم الرؤية ولا يعرف المضامين ولا يفهم معنى خطورة الصورة ، هل يجرؤ يا ترى مغربي أن يتحدث عن الأسرة الحاكمة هناك ، دون مرجعية وإذن من الديوان الملكي ، حتى الملكيات في الغرب ..حين أرادت (نتفلكس) إنتاج مسلسها الخاص عن حياة الملكة (إليزابيت) ...عادت لقصر (بكنغهام) وقام القصر بمراجعة كل التفاصيل ، (تشرتشل) بعظمته ونفوذه كان يوبخ في القصر الملكي ولا يجرؤ أن يجلس دون أن يأذن له الملك بذلك .الملكية في الأردن هي جزء من هويتنا من إرثنا من ثقافتنا ، هي الضامن لاستقرار البلد وأمنه ، هي حريتنا وهي التعبير الحقيقي عن الكرامة الوطنية ، وتقديم الملوك الهاشميين والحديث عنهم يجب أن يخضع لإذن من المؤسسات المعنية ، والتي تحفظ تاريخهم ، ويجب أن تبقى صورتهم في الأذهان كما هي حياتهم تضحية وبذل وفداء للأمة .نحن فقراء الأردن ننظر للملكية على أنها : الفداء والروح والتضحية والشهادة ، ونحن الذين قاتل أهلنا في ظل سيف الملك عبدالله الأول ، السيف الهاشمي الممتد من زمن (ذوالفقار) ..وليس السيف الذي يرهن لأجل (150) جنيها ، ولكن يبدو أن البعض : الملكية لديهم هي مجرد سرد وقصص تروى على الشاشات .أتمنى من رئيس الديوان الملكي ، المؤسسة المعنية بتاريخ الهاشمينن ...أن يتحرك في إطار ، منع نشر تفاصيل حياة ملوكنا ، أو تفاصيل الأسرة إلأ بإذن من إدارة الإعلام في الديوان الملكي ، أو من الهيئات الخاصة المعنية .والله من وراء القصد .أرجو معذرتي سادتي القراء على حظر التعليقات لحساسية الموضوع .عبد الهادي راجي يكتب: الملكية للفقراء وحدهم
عبدالهادي راجي المجالي
abdelhadi18@yahoo.com
abdelhadi18@yahoo.com
مدار الساعة ـ