أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

عبد الهادي راجي يكتب: الملكية للفقراء وحدهم


عبدالهادي راجي المجالي
abdelhadi18@yahoo.com

عبد الهادي راجي يكتب: الملكية للفقراء وحدهم

مدار الساعة ـ

... أمس تابعت برنامج (نوستالجيا) ، كان الضيف هو الوزير السابق حمدي الطباع ومقدمة البرنامج هي المذيعة : رهف صوالحه ، تحدث الطباع عن حياته وعلاقته بالراحل الكبير الحسين ومن ضمن ما تحدث عنه قصة حدثت بين والده والملك عبدالله الأول وسردها على الشكل التالي وهو : أن الملك عبدالله الأول أرسل سيفه لوالد الوزير السابق حمدي الطابع من أجل (رهنه) مقابل مبلغ قدره (150) جنيها فلسطينيا باعتبارها (قرضة) ...لكن والد الوزير السابق حمدي الطباع ، قال للرسول الذي أرسله الملك عبدالله : إن السيف الهاشمي لايرهن ، وقام بجمع (150) جنيها فلسطينيا من تجار عمان وأرسلها للملك وأعاد السيف .

أنا قرأت تاريخ الملك عبدالله الأول واستمعت من الناس الذين عاصروه عن حياته ...الملوك لا ترهن سيوفها ..حتى وإن رهنت السيف فتلك قصة لاتذكر للأجيال ولا تكتب ، وأنا شخصيا لم اسمعها من صديقنا مهند مبيضين المتبحر في تاريخ الهاشميين لم أسمعها من بكر خازر المجالي ، ولم أسمعها لا من محمد عدنان البخيت ولا من علي محافظة ...ولكني سمعتها من الوزير السابق حمدي الطباع .

سؤالي : من هو الذي يحمي التاريخ الهاشمي في بلدنا ؟ أنا لا أعرف حقيقة هل هي مؤسسة الديوان الملكي ، أم مركز التوثيق الهاشمي ، أم مؤسسة ال البيت ، أم إعلام الديوان الملكي ....لكن ما أعرفه أن تاريخ الملوك هو إرث وطني وقومي وعالمي ، وتاريخ الملوك لايذكر في برامج المقابلات الشخصية ، ولا في جلسات تسجيل لبرامج مرتبطة بتاريخ شخص ما .

الملك عبدالله الأول أسس هذا الوطن على حد السيف ، أسسه على التسامح والكبرياء والمحبة ، ولم يؤسسه على رهن سيفه ..هل يقوم فارس هاشمي برهن سيفه الذي سار به من مكة لنجدة فيصل ، ورفعه حين بايعته العشائر ، وحمله لأجل فلسطين وتحت ظله خاض جيشنا أسمى وأعظم معاركه ، واستشهد على بوابات الأقصى وهو محتفظ به .

حتى لو كانت القصة حقيقية ، فهي ليست قصة تعرض في إطار زهد الهاشميين ..وليست قصة تسرد على مسمع جيل لم يعاصر شقاء وتعب الأردني في تأسيس دولته ، وليست قصة تذكر على مسمع أشقاء عرب يشاهدون مثل هذه البرامج ...والحديث عن فقر الهاشميين لايجوز أن يعتبره البعض ، قصة تروى على الشاشات ..حتى وإن كانوا فقراء ، لكنهم الأثرياء في الدم فقد قدموا شهيدا تلو الشهيد في العراق وفلسطين والمنافي وعلى بوابات القدس .

يبدو أن الإعلام لدينا لايفهم الرؤية ولا يعرف المضامين ولا يفهم معنى خطورة الصورة ، هل يجرؤ يا ترى مغربي أن يتحدث عن الأسرة الحاكمة هناك ، دون مرجعية وإذن من الديوان الملكي ، حتى الملكيات في الغرب ..حين أرادت (نتفلكس) إنتاج مسلسها الخاص عن حياة الملكة (إليزابيت) ...عادت لقصر (بكنغهام) وقام القصر بمراجعة كل التفاصيل ، (تشرتشل) بعظمته ونفوذه كان يوبخ في القصر الملكي ولا يجرؤ أن يجلس دون أن يأذن له الملك بذلك .

الملكية في الأردن هي جزء من هويتنا من إرثنا من ثقافتنا ، هي الضامن لاستقرار البلد وأمنه ، هي حريتنا وهي التعبير الحقيقي عن الكرامة الوطنية ، وتقديم الملوك الهاشميين والحديث عنهم يجب أن يخضع لإذن من المؤسسات المعنية ، والتي تحفظ تاريخهم ، ويجب أن تبقى صورتهم في الأذهان كما هي حياتهم تضحية وبذل وفداء للأمة .

نحن فقراء الأردن ننظر للملكية على أنها : الفداء والروح والتضحية والشهادة ، ونحن الذين قاتل أهلنا في ظل سيف الملك عبدالله الأول ، السيف الهاشمي الممتد من زمن (ذوالفقار) ..وليس السيف الذي يرهن لأجل (150) جنيها ، ولكن يبدو أن البعض : الملكية لديهم هي مجرد سرد وقصص تروى على الشاشات .

أتمنى من رئيس الديوان الملكي ، المؤسسة المعنية بتاريخ الهاشمينن ...أن يتحرك في إطار ، منع نشر تفاصيل حياة ملوكنا ، أو تفاصيل الأسرة إلأ بإذن من إدارة الإعلام في الديوان الملكي ، أو من الهيئات الخاصة المعنية .

والله من وراء القصد .

أرجو معذرتي سادتي القراء على حظر التعليقات لحساسية الموضوع .

مدار الساعة ـ