بثباتٍ يغيّر مخططاتٍ كبرى، وبحكمةٍ تُفشل ما يُرسم في الغرف المغلقة، يقف جلالة الملك عبدالله الثاني على ثرى الأردن كما يقف الجبل في وجه الريح؛ لا يتزحزح عن المبدأ، ولا يساوم على الثوابت.

حين تتقاذف الأزماتُ المنطقة وتضيع البوصلة بين الشعارات والمصالح، يبقى الملك هو الصوت الهادئ الواثق الذي يقرأ المستقبل بعينٍ هاشميةٍ لا تخطئ وجه الحق، ويقود بلاده بحنكةٍ تجمع بين الشجاعة السياسية والإنسانية الراسخة.

لقد واجه جلالته عبر السنوات محاولاتٍ كثيرة لإضعاف الموقف الأردني أو تبديل اتجاهه، لكنه أثبت أن من تربّى في مدرسة الهاشميين لا يبدّل الثوابت مهما اشتدت الضغوط.

فلا تهجير ولا تصفية ولا مساومة على القدس، ولا حياد عن العدالة مهما تغيّرت الوجوه وتبدّلت التحالفات.

هذا الثبات الهاشمي هو الذي أعاد للأردنيين ثقتهم بأن الوطن آمنٌ ما دام على الدفّة قائدٌ يُدرك متى يصمت لتُفهم الرسالة، ومتى يتكلم لتتغير المعادلة.

إنه عبدالله الثاني… قائدٌ لا يتبدل في زمنٍ يتبدل فيه كل شيء، وثباته هو صمام أمان الوطن وأهله.