اليوم، مع إعلان وقف الحرب, هذه اللحظة الاستثنائية التي لا تشبه اخرى… تشعر كأن هنالك قلبان في كل واحد مننا…يتصارعان في تهدئة المشاعر المتناقضة..
قلب يفرح، ويضحك بين دموعه غير مصدق انه سيرى الشمس بدل الدخان والقنابل، هل حقا سينام الاطفال بلا وجل وخوف..!وقلب يخاف من أن يكون القرار لحظة عابرة وصدى كاذب ، و يد الغدر تطاله على غفلة منه ليعود الألم أقوى وأشد وحشية، ام ان هذه اللحظة مجرد وهم يختفي مع أول صاروخ عند اول خلاف.في ميدان هذا النزاع الوجداني، تتكشف الرؤية شيئا فشيأ عما كان مخفيا من بقايا منازل، واسماء الموتى، وارواحهم المعلقة بين الذكرى والمستقبل. ولا شيء يبدل رؤية القلب للعالم أكثر من أن تفتح هذه البقايا نافذة وقف الحرب ، فهو ليس مجرد قرار سياسي، بل لحظة تأمل: هل سنترك الجرح ينزف إلى الأبد؟ ام ان نسمح للضوء ان يتسلل الى ارواحنا ليلتئم الجرح…لكنه أمل يقترن بالحذر. فالتاريخ علمنا أن الهدنات اغلبها تُخرق بين لحظة وأخرى. كثير من الاتفاقات انهارت لأن تفاصيل التنفيذ غابت، أو لأن أحد الأطراف رأى في تعطّلها مصلحة، أو لأن المراوغة لعبتهم المفضلة،،اذا فالعيش بين هذين القطبين ليس بجديد، فرح بالفرصة، وخوف من الخيانة، حب للأمل، وكراهية للخوف الذي يرافقنا منذ زمن طويل..لكن و ورغم كل التضارب في المشاعر، هناك حقيقة واحدة تبقى، هي ان قلب الإنسان البسيط يحن دائما إلى السلام، ويستحق أن يطمئن ولو لدقيقة واحدة… فكل ابتسامة تعود، وكل طفل ينام بسلام، وكل يد تمتد دون خوف، هي انتصار صغير لكن حقيقي لإنسانيتنا..خميس تكتب: حين يشتاق القلب للسلام ولو لدقيقة!
مدار الساعة ـ