خريسات يكتب: قطر في وجدان الملك وقلوب الأردنيين

مدار الساعة - كتبالدكتور يوسف عبيدالله خريسات -

بعبارات واضحة ومباشرة من غير مواربة في المعنى قال جلالة الملك في العبارة الافتتاحية في خطابة " أحر التعازي لسموكم، أخي الشيخ تميم، ولشعب قطر العزيز، بضحايا العدوان الإسرائيلي الغاشم على بلدكم الشقيق" وجاءت العبارة الختامية للخطاب " ردّنا يجب أن يكون واضحا، حاسما، ورادعا" وما بين العبارة الافتتاحية والختامية تتضح حقيقة الموقف الأردني الصريح والواضح تجاه الشقيقة قطر التي تلقت الرسالة وعرفت الغث من السمين بين المواقف العربية التي شاركت بمؤتمر الدوحة.

الأردن وقطر بينهما مواقف عربية ثابتة حيال القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ودعم الأشقاء في غزة من خلال الهيئة الهاشمية وصندوق قطر للتنمية ودعم لبنان وسوريا على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية وملف مد خط الغاز القطري إلى دمشق من خلال عمان .

لهذه الأسباب وغيرها تجد أن الموقف أردني والقطري يصب وبشكل مباشر في مصلحة الأقطار العربية، فقطر تدرك أهمية الدبلوماسية الأردنية في المنطقة وقدرتها على التعامل مع الظروف الإستثنائية .

وبالعودة إلى تاريخ الموقف الأردني تقف أمام قيادة هاشمية عربية أصيلة، فهي لم تدر ظهرها لأي بلد عربي في ساعة الشدة الشواهد كثيرة واثارها ناطقة بصدق الدم الأردني على أسوار القدس وفي تلال الجولان وفي الحرب العراقية الإيرانية غير انّ :

ظلم ذوي القربى اشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند

وقطر ممن يعرف الأردن وتحفظ قول كثير عزة :

إذا قيل خيل الله يوما ألا أركبي رضيت بكف الأردني انسحالها

إنّ الأمن المشترك بين الأردن وأي دولة عربية ليس حبرا على ورق وإنّما هو بالنسبة للأردن عقيدة ثابتة لا يمكن الحياد عنها .

الأمير القطري المحبوب لدى الأردنيين الشيخ تميم يعرف مدى أهمية الأردن وإخلاصه في الدفاع عن القضايا العربية في كل المحافل الدولية وفي المقابل يدرك الأردن أهمية الدور القطر في المنطقة العربية .

قطر من خلال أميرها تسعى دائما لإحداث حالة من التقارب بين الأشقاء العرب وتدرك أهمية دعم الموقف الأردني في كل القضايا أكان ذلك على المستوى الدولي أو مستوى التنمية المحلية ودعم الاستثمار بالأردن، فأمن الأردن على مختلف المستويات لا ينفك عن أمن دول الخليج العربي .

وتأتي الزيارة القطرية للأردن في التوقيت لهو دليل واضح من الطرفين على ضرورة إحياء التضامن العربي، وتوحيد صف الأمة المتفرق.

سوسيبقى الأردن وبحكمة جلالة الملك عبدالله الثاني وبصدق الضمير الأردني مجمع البيت العربي وإن تفرقت به السبل وتباعدت وجهات النظر فالأردن بيت يجمع ولا يفرق ،ويقف الى جانب الأشقاء العرب .