مدار الساعة - كتب: عبدالله القلاب بني حسن -عندما يقال إن شعبين يجمعهما اللغة والدين والتاريخ والمستقبل والوجدان، فماذا يبقى حتى يكونا شعباً واحداً. لا شيء.
في الحقيقة هما من أمة واحدة بين صدرهما كتاب مقدس واحد ونبي واحد ووجدان واحد. بيت جمع افراد أسرة حفرت تاريخها عميقا في الارض. الاردن وقطر.
ماذا لدى سكان مدينتين في بلد أوروبي أو آسيوي واحد ما ليس لدى الاردن وقطر معا؟ اللغة.. هي واحدة. الوجدان هو هو. الماضي؟ انه تاريخ متشابك حتى بالتفاصيل. الدين؟ هو هو أيضا. أما الوجدان فاسأل قطريا عن قضية عالمية واسأل معه اردني وانظر الى الاجابة.المشهد لا يقتصر على السياسة والاقتصاد. وبالطبع لن يقتصر ما لدى الطرفين من مصالح. الروابط العميقة التي تنسج ثوب المستقبل والمصير بين كل افراد الامة ومنها الأردنيون والقطريون.انظر كيف ارى المسألة: عندما يجتمع رمثاوي بطفيلي. سلطي مع زرقاوي. معاني مع اربداوي. هو ذات المشهد الذي يجمع الاردني بالقطري.الوجدان الديني ليس مجرد مجموعة من الطقوس والعبادات، بل هو نمط حياة يوحّد الأهداف والقيم. وهذا ما يجمع الطرفين.الأردنيون والقطريون الذين يتشبثون التزاما بالقيم الإسلامية السمحاء. هذا ما يجمع الطرفين.ثم تعال الى اللغة العربية الوعاء الثقافي والتاريخي المشترك. نعم هذا ما يجمع الطرفين. أما عن اختلاف اللهجات. فانظر الى اللهجات بين المدن الاردنية حتى تعرف ان المسألة لا تتطلب ان تتوقف عندها كثيرا.إنها الفصحى الأساس الذي يوحّد البلدين. في وعاء وجداني مشترك. غني بالحكايات المشتركة والأمثال الشعبية المشتركة والقيم المتأصلة في ثقافة واحدة لكلا البلدين.وبالطبع لا يقتصر الرابط التاريخي بين الأردن وقطر على السنوات الحديثة، بل يمتد إلى قرون مضت. فكلا البلدين ينتميان إلى المنطقة العربية، ويشترك شعوبهما في تاريخٍ حافلٍ من الترحال، والتجارة، والتحالفات القبلية. كما يجمعهما الانتماء إلى الحضارة العربية والإسلامية العريقة، والتي تركت بصمتها الواضحة في كلتا الدولتين.انظر كيف ساهمت القبائل العربية التي سكنت شبه الجزيرة العربية في تشكيل نسيج المجتمع في كلا البلدين. وهذا التاريخ المشترك، الغني بالقصص والملاحم، يعزّز الشعور بالانتماء والأخوة بين الأردنيين والقطريين.اللغة والدين والتاريخ والمستقبل والوجدان، ليست مجرد كلمات، بل هي كائن من لحم ودم.مناسبة الحديث، زيارة الأمير تميم بن حمد آل ثاني إلى الأردن بلد الهاشميين.. فاهلاً وسهلاً بـ أبو حمد