مدار الساعة - يطلق معهد السياسة والمجتمع، يوم غدٍ الاثنين، ضمن إطار مشروعه الأوسع “جيل التحديث”، دراسة بحثية جديدة تتناول العمل الطلابي في الجامعات الأردنية ودوره في عملية التحول الديمقراطي والتحديث السياسي، في محاولة لتشخيص واقع اتحادات الطلبة والتيارات الطلابية واستشراف سبل تطويرها بما يعزز المشاركة السياسية للشباب داخل الجامعات وخارجها.
تأتي هذه الدراسة، وفقاً لمنسق الإعلام والاتصال في معهد السياسة والمجتمع، أحمد القضاة، في إطار مشروع تدريبي لمدة عامين، بالتعاون مع السفارة الهولندية في الأردن، يشمل عشرة جامعات اردنية حكومية وخاصة، ويهدف إلى تطوير ومأسسة التيارات الطلابية في الجامعة الاردنية بما ينسجم مع فلسفة التحديث السياسي، وتعزيز دور اتحادات الطلاب بوصفها مؤسسات تمثيلية للطلاب الأردنيين، فضلاً عن أنّ المشروع يسعى إلى تعزيز مشاركة الطلاب في العمل السياسي والحزبي وانخراطهم في المجال العام.ويضيف مدير البرامج في معهد السياسة والمجتمع، المهندس حسين الصراريرة، أنّ "نتائج الدراسة التي سيتم الإعلان عنها تتضمن تحليلاً وتقييماً تفصيلياً لحالة العمل الطلابي في كل الجامعات المستهدفة، والتيارات الطلابية ومستوى انخراط الطلاب في العمل السياس والحزبي، وتأثير التحديث السياسي على إدماج جيل الشباب في الجامعات في العمل العام، وتأطير الأولويات والتحديات وبناء خارطة طريق لتعزيز هذا المسار الوطين المهم". ووفقاً للباحثة المساعدة، في معهد السياسة والمجتمع، أبرار العبويني، التي شاركت في إعداد الدراسة فإنّها تضمنت أقساماً رئيسية؛ الأول وهو النظري- المقارن المتمثل بدراسة وتحليل التجارب العالمية الجامعية في مجال التيارات الطلابية وعلاقتها بإدارة الجامعات واتحادات الطلاب، بصورة رئيسية، وصلاحيات اتحادات الطلاب في الجامعات العالمية؛ من حيث التمثيل الوطني والمحلي والسياسات الجامعية والوطنية بصورة عامة، والجانب الكمي إذ قام المعهد بإجراء استطلاع رأي شمل ما يقارب 900 طالب وطالبة في 8 جامعات واستنطق أراءهم واتجاهاتهم نحو العمل الحزبي والسياسي وتأثير التحديث السياسي على العمل الطلابي، والجانب النوعي في الدراسة المتمثل بعقد مجموعات عمل في 9 جامعات حكومية ومقابلات مع أصحاب المصلحة والرأي المعنيين بالتعليم الجامعي، والوصول لاحقاً إلى نتائج تقوم على المقارنة بين التجارب العالمية والتجربة المحلية من جهة، والجمع بين النتائج الكمية والنوعية، واستخلاص مجموعة من الأولويات والتحديات التي تشكل معالم في خارطة طريق وطنية لتحسين تمثيل الطلاب وتعزيز دور اتحاد الطلاب في الجامعات الأردنية. الدراسة، كما يوضّح الدكتور محمد أبو رمان، المستشار الأكاديمي للمعهد والباحث الرئيس في المشروع، كانت تسعى للإجابة على جملة من الأسئلة المهمة والرئيسية؛ السؤال الأول يتعلّق بالمناهج النظرية والعلمية الرئيسية التي نستطيع من خلالها تفسير الحالة الأردنية في الحركات والتيارات الطلابية، وتتعلّق بالنظريات الأكثر نجاعة في قراءة المشهد الأردني، والسؤال الثاني متعلّق بالتجارب العالمية أو ما يسمى الممارسات المثلى Best Practes فيما يتعلق بالتيارات الطلابية ونماذج اتحادات الطلاب على المستوى المحلي والوطني وصلاحيات هذه الاتحادات، والسؤال الثالث، الذي لا يقل أهمية في الحالة الأردنية، هي صيغة العلاقة بين الحركات أو التيارات الطلابية من جهة والأحزاب السياسية والاجنحة الشبابية فيها من جهةٍ أخرى، وهي مسألة في غاية الاهمية فيما يتعلّق بتطوير الأحزاب السياسية لقدراتها وإمكانيتها وعملها في الجامعات الأردنية. الأسئلة الأخرى، وفقاً لأبي رمان، تتعلّق بالحالة الأردنية في تحليل التيارات الطلابية في مرحلة ما قبل التحديث السياسي وانعكاسات التحديث السياسي عليها، وفي هذا المجال فإنّ الدراسة سعت إلى تحليل البيئة الجامعية ومدى ملاءمتها للعمل الطلابي الحركي أو الحزبي ومستوى اندماج الطلاب في الأحزاب السياسية؟ ومدى نجاح الأحزاب السياسية في الانخراط في العمل الطلابي؟ والعوامل المختلفة، جامعياً ومؤسسياً وسياسياً، المؤثرة على نجاح المشروع أو فشله؟ وتقييم الطلاب إلى اليوم بعد مرور ما يقارب 4 أعوام على التحديث السياسي لنتائجه على الجامعات؟ وما هي التداعيات التي خلقتها الانتخابات الجامعية في العام 2024 التي حدثت بعد التحديث السياسي والانتخابات البرلمانية على العمل الطلابي والحزبي؟ ودور عمادات شؤون الطلبة والحكومة والإعلام والأحزاب السياسية كفواعل رئيسية في هذه العملية.. من جهتها تؤكد الدكتورة رشا فتيان، المديرة التنفيذية لمعهد السياسة والمجتمع، أنّ الدراسة فضلاً أنها تعد علمياً مهمة ومن الدراسات الريادية في هذا المجال، إلاّ أنّ لها أهمية عملية كبيرة تتمثل في أنّها تمثل ما يسمى "الخط الأساس" Base Line الذي سيستند إليه المشروع القائم لتطوير العمل الطلابي والحزبي في الجامعات الأردنية، لمعرفة خارطة الأولويات والتحديات والمراحل وبناء تصور ينطلق من الواقع العملي وما يطرحه من قضايا وإشكاليات.. يذكر أن معهد السياسة والمجتمع هو مؤسسة غير ربحية ومركز تفكير وأبحاث يهتم بالعمل الشبابي والدراسات والأبحاث السياسية ومتخصص بدراسات الشباب وتدريبهم بصورة رئيسية، كما أنّه يصدر العديد من الكتب والدراسات السياسية المعنية بالسياسات الأردنية الداخلية والخارجية.معهد السياسة والمجتمع يصدر دراسة عن العمل الطلابي في الجامعات الاردنية
مدار الساعة ـ
دراسة علمية- ميدانية تقدم توصيات في تعزيز انخراط الشباب الجامعي في العمل العام وتحسين أداء مجالس الطلبة











