مدار الساعة - كتب الشيخ طلال صيتان الماضي -
الاربعاء، تستقبل عمان ضيفاً استثنائياً: أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.هذه الزيارة تأتي في ظل ظروف دقيقة للغاية، حيث تواجه غزة ابادة جماعية وجرائم حرب يندى لها جبين البشرية، والتوسع العدواني الاسرائيلي كاسرا كل الخطوط الحمراء للمجتمع الدولي، فكان العدوان الاسرائيلي على الدوحة ورقة توت جديدة سقطت من موقف الامريكي الاسرائيلي.اضافة الى المعوقات الكارثية التي تضعها الادارة الامريكية والاحتلال لحل الدولتين والتي تُشكل تحديًا غير مسبوق للدولة الأردنية ونظامها السياسي.لقد أعلن الأردن موقفه الرافض لهذه لكل هذه الانتهاكات مبكرًا، مدركا أن هذا الرفض ستكون له فاتورة سياسية باهظة. ومع ذلك، جاء موقف الملك عبدالله الثاني ابن الحسين متناغما مع إرادة شعبه، في موقف تاريخي وموحد.في ظل صمت دولي مطبق ومحير، تأتي زيارة أمير قطر لتُشكل رافعة عربية تعبر عن شراكة اخوية ولتُرسل رسالة قوية إلى العالم بأننا يجب ان نفعل شيئا ازاء كل هذه البشاعة التي نراها في غزة على الهواء مباشرة. ان القضايا العربية حاضرة بقوة لدى القيادة القطرية، بعيدا عن حسابات مجتمع دولي ظالم.الموقف الحالي لا يحتمل أي غموض، بل يتطلب الوضوح التام، وليس هناك أوضح من الموقف القطري الذي تجسد في قرار الزيارة في هذا التوقيت الاستثنائي.إننا ندرك تماما حساسية الظروف السياسية لقطر، لكن هذا الموقف هو الأخوة الصادقة التي تظهر في مثل هذه الأوقات الصعبة.أهلا وسهلا بتميم المجد في ضيافة أخيه الملك عبدالله الثاني. نسأل الله أن يوفق الزعيمين لما فيه خير الأمة العربية والإسلامية، وأن يكون لقاؤهما فاتحة خير لجمع شتات الأمة الذي أنهكنا جميعًا، وفتح الباب على مصراعيه للأعداء للنفاذ إلى وجداننا العربي المُتألم.
