في هذا الزمن الذي تكثر فيه أصوات الضجيج وتختلط فيه الحقائق بالأكاذيب، يظل صوت الحق القوي هو القادر على شق طريق النور في عتمة الظلم. لم يكن خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني مجرد كلمة عابرة في محفل دبلوماسي، بل كان زئير أسد يصدح بالحق في وجه الباطل. إن تشبيه الملك بالأسد ليس مجرد مجاملة، بل هو توصيف دقيق لزعيم لا يخشى قول الحقيقة، ولا يتردد في التعبير عن مواقف أمته بصلابة وعنفوان.
لقد دعا الملك إلى مراجعة شاملة لأدوات العمل العربي والإسلامي المشترك، مؤكداً أن "ردنا يجب أن يكون حاسماً ورادعاً". هذه الدعوة ليست سوى دعوة للاستيقاظ من سبات عميق، وإشارة واضحة إلى أن سياسة التسامح والمساومة لم تعد تجدي نفعاً مع عدو لا يفهم إلا لغة القوة. إن ما تقوم به إسرائيل، التي تتصرف مثل كلاب ضالة تعض في الظلام، من اعتداءات وحشية على الأمة العربية والإسلامية، يتطلب رداً حاسماً لا يقبل التأجيل أو التردد. عندما يتحدث الأسد، فإنما يتحدث عن أمن أمته وكرامتها. لقد أكد الملك أن الأمن القومي العربي هو كل لا يتجزأ، وأن الاعتداء على أي جزء منه هو اعتداء على الكل. هذا الموقف الشجاع والمبدئي يضع حداً لكل محاولات تفتيت الصف العربي وتشتيت جهوده. إن صمت البعض وتخاذلهم في مواجهة العدوان يجعلهم شركاء في الجريمة. لقد حان الوقت لكي تخرس الكلاب، ولكي يعلو صوت الحق وحده. خطاب الملك عبد الله الثاني هو خارطة طريق للمستقبل، دعوة إلى الوحدة والتآزر، وصرخة في وجه كل من يحاول العبث بأمننا وكرامتنا. إن الأردن بقيادته الهاشمية أثبت مراراً وتكراراً أنه ركيزة الأمن والاستقرار في المنطقة، وأن مواقفه المبدئية هي الضمانة الحقيقية لمستقبل أمتنا.حفظ الله الاردن والهاشمين.