بهذه الكلمات الثلاث التي تلخص قوة الموقف ووضوح الرؤية، رسم جلالة الملك في كلمته أمام القمة الطارئة خريطة الموقف العربي والإسلامي من العدوان الإسرائيلي على دولة قطر الشقيقة. لم يكن خطابًا بروتوكوليًا عابرًا، بل نداءً صريحًا لإعادة صياغة الموقف الجماعي، وتذكيرًا بأن إسرائيل التي اعتدت على غزة والضفة وهددت لبنان وسوريا، ها هي اليوم تعتدي على سيادة قطر وأمنها.
الخطاب الملكي جاء محملًا برسائل متعددة، أولها أن أمن قطر من أمن الأمة، واستقرارها من استقرار المنطقة كلها، وثانيها أن المجتمع الدولي شريك في الجريمة بصمته وتغاضيه، وثالثها أن العرب والمسلمين لم يعد أمامهم متسع من الوقت، وأن عليهم التحرك بقرارات عملية لا بيانات شكلية.لقد وضع جلالته إصبعه على الجرح حين ربط بين العدوان على الدوحة والجرائم المستمرة في غزة والضفة والقدس، ليقول إن التهديد الإسرائيلي لا يعرف حدودًا، وإن القضية الفلسطينية ستبقى قلب الأمن القومي العربي ،هذه ليست حربًا على شعب بعينه، بل معركة وجودية تستهدف الأمة بأكملها، وامتحانًا حقيقيًا لصدقية التضامن العربي والإسلامي.إن كلمة الملك كانت جرس إنذار واضحًا، فإما أن نكون أمة قادرة على الردع والدفاع عن مصالحها ومقدساتها، أو نبقى أسرى بيانات لا تغيّر شيئًا في معادلة القوة، وقد جاءت هذه الكلمات لتعلن أن الرد يجب أن يكون واضحًا، وحاسمًا، ورادعًا، حتى يفهم الاحتلال أن زمن الهيمنة بلا حساب قد انتهى.
البطوش يكتب: واضحًا وحاسمًا ورادعًا.. هكذا تحدث الملك
مدار الساعة ـ