أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين مجتمع أحزاب تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس مناسبات مستثمرون الموقف شهادة جاهات واعراس جامعات بنوك وشركات دين اخبار خفيفة رياضة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

النجار يكتب: كلمة الملك عبدالله الثاني في قمة قطر.. صرخة في وجه الغطرسة الإسرائيلية


إياد عبد الفتاح النجار
الأمين العام لحزب القدوة الأردني

النجار يكتب: كلمة الملك عبدالله الثاني في قمة قطر.. صرخة في وجه الغطرسة الإسرائيلية

إياد عبد الفتاح النجار
إياد عبد الفتاح النجار
الأمين العام لحزب القدوة الأردني
مدار الساعة ـ

جاءت كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في القمة العربية الإسلامية في الدوحة لتكون أكثر من مجرد موقف سياسي، بل لتتحول إلى صرخة مدوّية في وجه العدوان الإسرائيلي الذي تمادى في جرائمه حتى وصل إلى ضرب قطر الدولة العربية الشقيقة، متجاوزًا كل الخطوط الحمراء ومتحديًا الأمة بأسرها.

لقد عبّر الملك بوضوح عن حقيقة الموقف الأردني: أمن قطر هو أمن الأردن، واستقرارها استقرارنا. هذه العبارة لم تكن مجاملة دبلوماسية، بل رسالة صارخة بأن العدوان على قطر هو عدوان على كل دولة عربية، وأن الصمت في مثل هذه اللحظات جريمة توازي الجريمة الإسرائيلية نفسها.

إن إسرائيل، التي اعتادت على أن تواجه ردود فعل باهتة، سمعت اليوم خطابًا يصف الأمور بمسمياتها: حكومة متطرفة، عدوان سافر، خرق للقانون الدولي، واستهداف مباشر لسيادة دولة عربية. لقد وضع الملك النقاط على الحروف حين قال إن الرد يجب أن يكون واضحًا، حاسمًا ورادعًا، لأن بيانات الشجب وحدها لم تعد تجدي، ولأن الدم العربي لم يعد يحتمل المزيد من الاستهتار.

إن اللافت في الكلمة أنها لم تُحصر في قطر وحدها، بل ربطت بين العدوان في غزة والضفة الغربية وما يجري في لبنان وسوريا، وصولًا إلى العدوان على قطر. بمعنى أن إسرائيل تخوض حربًا شاملة ضد الأمة، حربًا تتجاوز الجغرافيا لتطال الوجود العربي نفسه. وهذا ما يجب أن يوقظ الضمائر العربية والإسلامية من سباتها، لأننا أمام مشروع صهيوني لا يكتفي باغتصاب فلسطين، بل يسعى لإذلال كل الأمة.

إن حزب القدوة الأردني يرى أن كلمة جلالة الملك هي خارطة طريق للمواجهة، وليست مجرد موقف عابر. المطلوب اليوم أن تتحول هذه الكلمة إلى فعل عربي إسلامي موحد، يُترجم بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، ووقف كل أشكال التطبيع، وتفعيل أدوات الردع السياسي والاقتصادي وحتى الأمني. فإسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة، وكل ما عدا ذلك لن يُفسَّر إلا ضعفًا يُغريها بالمزيد من العدوان.

إن ما قاله الملك عبدالله الثاني يعكس نبض الشارع العربي والإسلامي الرافض للاستسلام، والمصمم على الدفاع عن فلسطين وعن كرامة الأمة. ونحن في الأردن ندرك أن مسؤوليتنا التاريخية تفرض علينا أن نكون في مقدمة الصفوف، لا في ذيل الركب. فالقدس في ضميرنا، وغزة في وجداننا، وقطر اليوم جزء من معركتنا الواحدة ضد الاحتلال والعنجهية.

لقد آن الأوان لأن تنتقل الأمة من مرحلة الأقوال إلى مرحلة الأفعال، وأن تتحول كلمات القمة إلى قرارات تفرض على العدو أن يعيد حساباته. وكلمة الملك عبدالله الثاني كانت الشرارة التي يجب أن تُشعل هذه الصحوة.

مدار الساعة ـ