تصريح العين حسين المجالي الذي يربط تسليم السلاح في قطاع غزة ولبنان بوجود ضمانات أمريكية واضحة، ليس مجرد رأي سياسي عابر، بل هو قراءة معمقة للواقع الإقليمي المعقد. إنه يضع الإصبع على جوهر المشكلة: أن التخلي عن أداة الردع الأساسية دون وجود بديل موثوق به يضمن الأمن، هو خطوة نحو المجهول.
إن المطالبة بضمانات أمريكية ليست ترفًا سياسيًا أو شرطًا تعجيزيًا، بل هي ضرورة حتمية لحماية المصالح الوطنية لهذه الأطراف. لقد أثبتت التجارب التاريخية أن الاتفاقيات التي لا تدعمها قوى دولية كبرى، يمكن أن تتحول بسهولة إلى حبر على ورق، مما يترك الأطراف التي تخلت عن سلاحها في مواجهة مفتوحة مع خصومها دون أي حماية حقيقية. وهذا ما يفسر موقف العين المجالي، الذي يؤكد أن السلاح هو أداة ردع أساسية، والتخلي عنه يتطلب إطارًا سياسيًا وأمنيًا موثوقًا. هذا الإطار لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال ضمانات أمريكية قادرة على فرض واقع جديد يلزم جميع الأطراف باحترام الاتفاقيات. إنها دعوة للتفكير بمنطق القوة والمصالح، وليس بمنطق العواطف أو الشعارات. إن المقاربة التي يطرحها العين المجالي تفرض على الأطراف المعنية في غزة ولبنان التفكير بشكل استراتيجي، وعدم الانجرار إلى أي تسوية قد تكون مجحفة في نهاية المطاف. هذا المقال هو بمثابة تذكير بأن أي عملية سلام حقيقية يجب أن تبنى على أسس صلبة من التوازن والضمانات، لا على مجرد الوعود.حفظ الله الاردن والهاشميين.
المجالي يكتب: واقعية الموقف.. الضمانات الأمريكية شرط لا يمكن تجاوزه

نضال انور المجالي
متقاعد عسكري
متقاعد عسكري
مدار الساعة ـ