أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات وظائف للأردنيين مجتمع أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف شهادة جاهات واعراس مناسبات مستثمرون جامعات بنوك وشركات دين اخبار خفيفة رياضة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

استهداف قطر عدوان على كل العرب


فارس الحباشنة

استهداف قطر عدوان على كل العرب

مدار الساعة (الدستور الأردنية) ـ

انشغل الإعلام العربي بالسؤال عن الموقف الأمريكي من العدوان على قطر ليلة أمس.

وانشغل أيضًا بالسؤال عن ردة فعل قطر ودول الخليج. طبعًا، ثمة رواية عربية سائدة تبريرية، وتقول باستحالة الرد على إسرائيل.

وهذا ما تريد إسرائيل سماعه من العرب، واليوم إسرائيل في أمنها القومي، تمضي في استراتيجية «ما لا يتحقق بالقوة يتحقق بمزيدٍ من القوة». أمريكا كانت على علم بالضربة الإسرائيلية، وحاولت الإدارة الأمريكية أن تقلل من معرفتها بالعدوان، ولكن وسائل إعلام أمريكية نقلت كلامًا صريحًا على لسان قادة عسكريين وأمنيين وسياسيين، وقالوا إن أمريكا تعلم بموعد الضربة.

وإن إسرائيل أبلغت القيادة العسكرية والسياسية والأمنية الأمريكية بالضربة واستهداف قادة حماس.

العملية فشلت في تحقيق أهدافها، والرئيس الأمريكي ترامب يحاول في تصريحاته التخفيف من هول العدوان على قطر. والعدوان محرج سياسيًا لأصدقاء أمريكا، وأكثر من أمريكا نفسها.

وإن كانت وسائل إعلام عربية خرجت بنبرة تحاول تجاوز ما حدث، وأنه مجرد خطأ في التنسيق، وعملية يجب المرور عنها، ولتعود العلاقة كما كانت. وأي علاقات ستعود؟ وغزة تُذبح وتُباد، وسورية تُقصف وتُستباح يوميًا من الجيش الإسرائيلي، والعدوان الإسرائيلي مفتوح على دول الإقليم، من غزة إلى الضفة الغربية ولبنان وسورية واليمن. وإسرائيل تحضر إلى معركة كبرى ضد إيران، ولربما ما تنتظره تل أبيب هو اللحظة المواتية إقليميًا، وانقلاب في موازين القوى، للانقضاض على طهران لإسقاط وتقويض نظام الحكم.

حرب إسرائيل في الإقليم ليست على موارد طبيعية، ولا حربًا على أرض، ولا حربًا على حدود، ولا حرب تهجير سكان، إنما حرب على الحياة والوجود، ولاحظوا ما يجري في غزة.

ما حصل أمس في الدوحة من استهداف لقادة حماس، كان من الممكن أن يقع في القاهرة أو أنقرة، حيث يتنقل أعضاء القيادة السياسية في حركة حماس ضمن مسارات عواصم التفاوض مع دولة الاحتلال لوقف العدوان على غزة.

عدوان الدوحة فضح عورة أمريكا في الإقليم، والدور الأمريكي، وخطط ومشاريع التسويات الكبرى في سورية ولبنان وفلسطين.

إسرائيل يبدو أنها مصرة على استراتيجية واحدة، وهي القوة وأيديولوجيا الإبادة.

وكما أن هناك مفردات في السياسة العربية يجب أن تُشطب وتخرج من القاموس السياسي، وخصوصًا ما يسمى الضمانة الأمريكية، والمجتمع الدولي، والأمم المتحدة، فإن ما حصل في قطر شطب كل هذه العبارات، وليبقى تعبير واحد وهو: القوة والغطرسة الإسرائيلية.

مدار الساعة (الدستور الأردنية) ـ