أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات وظائف للأردنيين مجتمع أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف شهادة جاهات واعراس مناسبات مستثمرون جامعات بنوك وشركات دين اخبار خفيفة رياضة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

العمل الجبان على قطر.. محطة فارقة في مسار الصراع


محمد البطوش

العمل الجبان على قطر.. محطة فارقة في مسار الصراع

مدار الساعة ـ

ما شهدته الدوحة اليوم لم يكن حدثًا عابرًا، بل محطة فارقة في مسار الصراع، فمحاولة الاغتيال الإسرائيلية التي استهدفت قيادات من حركة حماس داخل قطر، والتي طالت وفد التفاوض، تحمل في طياتها رسالة واضحة: لا تفاوض خارج شروط الاحتلال، ولا حصانة حتى للعواصم التي تسعى للوساطة، بهذا الفعل، لم يُوجَّه الاحتلال ضربته لحماس وحدها، بل وجَّهها أيضًا إلى العملية التفاوضية برمتها، بما فيها قطر، لدفعها للتخلي عن دورها كوسيط.

الدوحة، التي احتضنت لسنوات طويلة جولات الحوار ومحاولات وقف إطلاق النار، وجدت نفسها هذه المرة هدفًا لعدوان سافر، ما يعني أن الاحتلال أراد تقويض دورها وإضعاف مكانتها كوسيط أساسي في الملف الفلسطيني، هذه الخطوة تكشف بجلاء أن إسرائيل لا ترى في المفاوضات وسيلة لتحقيق السلام، بل أداة لتكريس واقع يخدمها، فإذا ما شعرت أن التفاوض قد ينتج عنه مكاسب للطرف الآخر، سارعت إلى تعطيله بالقوة.

ان ما جرى يشير إلى أن الاحتلال لا يسعى إلى حل، بل إلى إدامة الأزمة، فمحاولة الاغتيال في قلب الدوحة لم تكن مجرد تصفية حسابات عسكرية، بل رسالة سياسية مفادها أن إسرائيل ماضية في سياسة كسر الإرادة، وأن أي جهد دولي أو إقليمي نحو التهدئة لن يُكتب له النجاح ما لم يمر عبر البوابة الإسرائيلية وحدها.

إن هذا العمل الجبان يُعد خرقًا صارخًا لسيادة دولة قطر، ولا يجوز بأي حال خرق سيادة أي دولة مهما كانت الظروف، كما يطرح تساؤلات جدية حول جدوى الرهان على عملية سياسية تتعرض لمثل هذه المحاولات في مهدها، وما حدث اليوم يؤكد أن الاحتلال ماضٍ في نسف فرص الحلول الدبلوماسية، مفضّلًا لغة القوة على أي لغة أخرى، حتى لو كان الثمن إدخال المنطقة كلها في دوامة جديدة من التصعيد وعدم الاستقرار، ودفع قطر إلى التراجع عن دورها الوسيط في ملف غزة.

مدار الساعة ـ