أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين مجتمع أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات مستثمرون الموقف شهادة جاهات واعراس جامعات بنوك وشركات دين اخبار خفيفة رياضة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

من قصة راتب سمر نصار.. إلى خطر الإشاعة التي تهدم الأوطان وتزيد فجوه الثقة


المحامي حسام حسين الخصاونة
عضو المكتب السياسي والمنسق العام لليوم الوظيفي

من قصة راتب سمر نصار.. إلى خطر الإشاعة التي تهدم الأوطان وتزيد فجوه الثقة

المحامي حسام حسين الخصاونة
المحامي حسام حسين الخصاونة
عضو المكتب السياسي والمنسق العام لليوم الوظيفي
مدار الساعة ـ

في زمن تتسابق فيه وسائل التواصل الاجتماعي على سرعة النشر أكثر من دقة الخبر أصبحت الإشاعة سلاحًا فتاكًا يفتك بالمجتمع ويهدم ثقة الناس بمؤسساتهم ويشوه صورة الوطن قبل أن يسيء إلى الأفراد وما شهدناه اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي من جدل حول راتب الأمين العام للاتحاد الأردني لكرة القدم السيدة سمر نصار مثال واضح على ذلك فقد جرى تداول رقم ضخم على أنه راتبها الشهري مستندين إلى مقطع مبتور من حديثها في بودكاست مع أنها كانت تذكر الرقم بصيغة إشاعة انتشرت عنها لا أكثر وأكدت أن راتبها هو ذاته راتب الأمناء العامين السابقين ولم يتغير ولكن بدل أن يُستمع إلى القصة كاملة اختار البعض اقتطاع جملة وبناءها كحقيقة بهدف الإثارة والتشهير

إن القضية هنا ليست دفاعًا عن شخص بعينه بل دفاع عن صدقية المعلومة وعن صورة الوطن فحينما تنتشر الأخبار الكاذبة فإنها تنخر في ثقة المواطن بمؤسساته وتزرع الشك وتغذي خطاب الكراهية ومن باب المسؤولية الوطنية يجب على كل من يكتب أو ينشر أو يشارك محتوى أن يتأكد من مصدره وأن يستمع إلى الرواية كاملة وألا يجعل من البحث عن الشهرة أو المشاهدات سببًا في تدمير سمعة وطن ومؤسساته.

لقد باتت الإشاعة اليوم أخطر من الفساد ذاته لأنها تقتل الثقة وتفسد العقول وتضرب الوحدة الوطنية ومواجهة هذا الخطر لا تكون بالصمت ولا بالتجاهل بل بالوعي والبحث عن الحقيقة ونشر المعلومة الصحيحة في وجه الأكاذيب فالوطن أمانة والإعلام أمانة والكلمة أمانة وإن كان لا بد من نقد فليكن نقدًا موضوعيًا قائمًا على الحقائق لا على الظنون حتى نرتقي بوطننا ونصونه من الهدم الداخلي قبل أي خطر خارجي.

مدار الساعة ـ