عندما يترجل الفارس عن صهوة حصانه، لا يُقال وداعًا، بل تُرفع له القبّعة احترامًا، وتُروى سيرته على سبيل القدوة والاعتزاز.

بهذه الروح عبّر أساتذة وطلبة الكلية عن مشاعرهم تجاه العميد الدكتور أحمد عيال عواد ، الذي اختتم مسيرته الحافلة بالعطاء والعمل الدؤوب على رأس عمادة الكلية في جامعة البلقاء التطبيقية، بعد أربع سنوات كانت مليئة بالتحديات والإنجازات.

لقد كان الدكتور أحمد أكثر من مجرد عميد، إذ شكّل أنموذجًا للقائد الشجاع، والمخلص في نيّته، الوفيّ في عطائه، الصادق في عهده. لم ينحز إلا للحق، ولم يسعَ إلا لما فيه رفعة الكلية وخدمة الوطن. وخلال سنوات إدارته، واجه أصعب الأزمات وتجاوزها بحكمة القادة وعزيمة المخلصين، لتصبح إدارته علامة فارقة في مسيرة الكلية.

ولم تكن إنجازاته مجرد أرقام أو تقارير تُدوَّن، بل شواهد حيّة على قصة نجاح تركت أثرًا عميقًا في وجدان كل من عمل معه. لقد نقل الكلية إلى موقع متقدم، وكتب تاريخًا من الإنجاز يُقرأ باحترام، حتى غدا اسمه مقرونًا بالبناء والنهضة.

كما جسّد الدكتور أحمد صورة ابن الطفيلة البار، مثبتًا أن المناصب لا تصنع الرجال، بل الرجال هم من يصنعون الفرق في أصعب الظروف وأحلك اللحظات.

نرفع أسمى آيات التهنئة مقرونة بالدعاء الصادق بأن يكتب الله له التوفيق والسداد في قادم الأيام، مؤكدين أن المكان وإن خلا من حضوره، فإنه سيبقى عامرًا بذكراه العطرة.

ونسأل الله أن يمنحه مكانًا يليق بمكانته العلمية والإنسانية، وأن تبقى إنجازاته شاهدة على مسيرة رجل صنع الفرق وترك الأثر.