في مجتمعنا، قد ينجح من يملك مهارةً واحدة أو يتقن أسلوبًا سطحيًا في كسب الأضواء، لكن ماذا عن أولئك الذين يحملون في داخلهم أثمن ما يمكن أن يجتمع في إنسان: الكفاءة، والأخلاق، والمبادئ؟
أنا واحد من هؤلاء.أعمل بكفاءةٍ عالية، أُتقن ما أوكل إليّ، وأسعى دومًا إلى الإنجاز الذي يشهد له الجميع. وفي ذات الوقت، أحمل أخلاقًا تربيت عليها، تضبط سلوكي وتوجّهني نحو الخير. أما المبادئ، فهي الجذر العميق الذي يثبتني وسط رياح التغير، فلا أبيع ضميري، ولا أتنازل عن قيمي.ومع ذلك… أواجه التهميش.كفاءتي تتحول في نظر البعض إلى سلاحٍ ضدي، كأنها عبء يذكّرهم بما ينقصهم.وأخلاقي يراها آخرون قيدًا، لأنهم اعتادوا على المساومة والتنازل.ومبادئي تجعلني في أعين الكثيرين غريبًا، مرعبًا في ثباتي، كأنني أُحرجهم فقط بوجودي.المؤلم ليس أن يُقصيك الناس لأنك ضعيف، بل أن يُقصوك لأنك قوي بما تحمل.أن يُهمّشك المجتمع لا لأنك عاجز، بل لأنك رفضت أن تتخلى عن ما يجعلك إنسانًا كاملًا.هذه ليست حكاية فرد واحد، بل وجع شريحة كاملة من أبناء هذا الوطن، ممن يجتمع فيهم العلم والعمل والخلق والمبدأ، ثم يُدفعون إلى الهامش، بينما يُفتح الطريق واسعًا أمام من يتقنون التلون أو التملق.لكن… سيبقى الثبات على المبدأ هو المكسب الحقيقي.فالكفاءة قد تُتجاهل، والأخلاق قد يُساء فهمها، أما المبادئ فهي التي تُبقي الإنسان واقفًا شامخًا، حتى لو وقف وحيدًا.
الضمور يكتب: حين تجتمع الكفاءة والأخلاق والمبادئ.. ويكون الجزاء التهميش
مدار الساعة ـ