أن تكتب و تفكر كأردني في هذه المرحلة بالغة الحساسية والدقة في الإقليم الملتهب لا يأتي من باب الترفً السياسي،وملء الفراغ او الاستعراض بل هو ضرورة وجودية ، في ظل تصاعد الخطاب الإسرائيلي المتطرف، وتلويح بعض القيادات في تل أبيب بشعارات "إسرائيل الكبرى" ومحاولات فرض واقع جديد في القدس و غزة والضفة، والجنوب السوري ولبنان امتدادا الى شمال العراق ، ليجد الأردن والاردنيون انفسهم أمام اختبار تاريخي للثبات والوعي، والقدرة على التمييز بين الشعارات والحقائق، وبين التهديدات والفرص.
الأردني لا يتعامل مع التهديد الإسرائيلي من منطلق العاطفة أو ردود الفعل اللحظية، و على الأردني ألا يتعامل مع التهديد الإسرائيلي من منطلق العاطفة أو ردود الفعل اللحظية، بل من منطلق الوعي العميق بمنطق الدولة ومسؤولياتها، والإدراك أن المواجهة الحقيقية تبدأ من بناء القوة الوطنية، وتماسك الجبهة الداخلية، وتوحيد الموقف السياسي والشعبي ، فالأردن، بتاريخه ودوره، يعرف أن التهديدات لا تُواجَه بالشعارات، بل بالتحليل الدقيق، والرؤية الاستراتيجية، والاستعداد الكامل على المستويات السياسية والأمنية والدبلوماسية ، وبمنطق الدولة التي تدرك معاني السيادة، وتحمي مصالحها دون أن تدخل في مغامرات غير محسوبة. الأردن يعرف تمامًا أن أمنه الوطني مرتبط مباشرة بالقضية الفلسطينية، وأن أي تغيير أحادي في هوية الأرض أو مصير الشعب الفلسطيني لن يمر دون موقف واضح وصلب.أن تفكر كأردني اليوم، يعني أن تدرك أن المعركة ليست فقط على الأرض، بل هي أيضًا في الوعي، في الرواية، في الإعلام، وفي القدرة على الصمود السياسي والمعنوي. فإسرائيل اليوم لا تحاول فقط فرض واقع جغرافي، بل تسعى لفرض سردية تُزيّف الحقائق وتُقصي الحقوق.لذلك، لا بد أن يكون الأردني حاضرًا بفكره، واعيًا بأبعاد الصراع، مدافعًا عن وطنه وموقفه بالحجة، بالكلمة، وبالانحياز الدائم لمنطق السيادة والعدل ،والمعركة اليوم شاملة، ومن يخوضها بحاجة إلى ثبات في الموقف، لا انفلات في الانفعال.في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية، يحتكم الأردني إلى تاريخه الطويل في الدفاع عن الحقوق، ويمضي بهدوء في تعزيز قوته الذاتية، وبناء تحالفاته، وتحصين جبهته الداخلية. لأنك حين تفكر كأردني، تعرف انه في زمن التهديدات، الأردني لا يخاف... لكنه لا يستهين. فمن تربّى على تراب الكرامة، يعرف تمامًا أن التحديات لا تُقابَل بالانفعال، بل بالحكمة، وأن حماية الوطن لا تكون بالصوت العالي فقط، بل بالعقل اليقظ، والموقف الثابت، والوعي العميق.الأردني يرى التهديدات كما هي، بلا مبالغة ولا تهوين، ويدرك أن مواجهة الغطرسة تتطلب وحدة صف، ورصانة موقف، واستثمار كل عناصر القوة، من الدبلوماسية إلى الأمن، ومن الإعلام إلى الجبهة الداخلية المتماسكة.نعم، لا نخاف... لكننا لا ننام على صوت الخطر.
المساد يكتب: أن تفكر كأردني في ظل التهديدات الإسرائيلية
مدار الساعة ـ