تُعد الخدمات الطبية الملكية في الأردن منارةً للعلاج والشفاء، فهي لا تكتفي بتقديم الرعاية الصحية الأساسية، بل تسعى باستمرار لمواكبة أحدث التطورات العالمية في جميع التخصصات. هذا الالتزام بالتطور والتحديث هو ما يضعها في مقدمة المؤسسات الطبية في المنطقة، ويجعلها مثالاً يُحتذى به في سعيها الدائم للارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للمواطنين. وتُترجم هذه الإنجازات الرؤية الحكيمة لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وسمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، في توفير أفضل رعاية صحية لكل مواطن أردني.

قفزة نوعية في علاج "طنين الأذن"

في خطوة هامة تؤكد هذا التوجه، افتتح مدير عام الخدمات الطبية الملكية، العميد الطبيب سهل الحموري، عيادة "الطنين" المتخصصة في دائرة الأنف والأذن والحنجرة بمدينة الحسين الطبية. هذا الافتتاح ليس مجرد إضافة جديدة، بل هو قفزة نوعية في معالجة مشكلة صحية شائعة تؤثر على حياة الملايين حول العالم. فوفقًا لما أوضحته مسؤولة العيادة، المقدم الطبيبة سوسن أبو زيد، يعاني ما يقرب من 10-15% من سكان العالم من طنين الأذن، الذي يؤثر سلبًا على التركيز والنوم، وقد يسبب التوتر والاكتئاب المزمن.

تتميز هذه العيادة بكونها الأولى من نوعها على مستوى المملكة، وتعتمد أحدث البروتوكولات العلاجية العالمية، مثل برنامج إدارة الطنين التدريجي (PTM) المستخدم في الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى العلاج السلوكي المعرفي (CBT). هذه البرامج، التي يقدمها فريق طبي متخصص ومدرب على أعلى مستوى، لا تقدم مجرد حلول سطحية، بل تعالج المشكلة من جذورها لمساعدة المرضى على التكيف والعيش بشكل طبيعي.

شكر وتقدير لإنجازات دائرة الأنف والأذن والحنجرة

إن هذا الإنجاز النوعي لم يكن ليتحقق لولا الجهود المخلصة والتفاني الكبير الذي يبذله فريق دائرة الأنف والأذن والحنجرة بقيادة العميد الطبيب نبيل الشواقفة. فقد شهدت الدائرة في السنوات الماضية تطوراً كبيراً في مختلف تخصصاتها الدقيقة، من تشخيص الأمراض بدقة عالية، وعلاجها وفق أحدث البروتوكولات العالمية، وإجراء التداخلات الجراحية المتقدمة. هذه الجهود هي نتاج عمل جماعي متميز ورؤية ثاقبة تهدف إلى تقديم أفضل رعاية ممكنة، وتخفيف العبء عن المرضى.

في الختام، تبقى الخدمات الطبية الملكية مثالاً يحتذى به في التزامها بتقديم رعاية صحية متقدمة، فهي تبرهن يومًا بعد يوم أن الاستثمار في تطوير الكوادر وتحديث المرافق هو أساس بناء منظومة صحية قوية وقادرة على مواجهة التحديات، وتحقيقًا لرؤية القيادة الهاشمية في بناء أردن حديث ومتقدم.

حفظ الله الأردن والهاشميين.