زملائي وزميلاتي، حَمَلةَ القلم، وصُنّاعَ الوعي، وبُناةَ العقول،السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

نلتقي على أعتاب عامٍ دراسيٍّ جديد، نستفتح صفحاته بقلوب مؤمنة وعزائم ماضية. إننا نحمل أمانةً هي أثقل من الجبال، ورسالةً هي أشرف من كل المناصب والوظائف؛ رسالةَ التعليم التي بها تُبنى الأمم وتُصان القيم وتُحفظ الهوية.

لسنا مُمتهنين للتلقين ولا تجّارًا للمعرفة، بل نحن رُسُل هداية، نغرس في نفوس أبنائنا بذور الفضيلة، ونبثّ في عقولهم أنوار العلم، ونشعل في قلوبهم جذوة الأمل. وإن لم نرَ الثمرة في يومنا، فإننا على يقينٍ أن غراسنا اليوم سيكون ظلًّا وارفًا للأجيال القادمة.

أيُّها الزملاء، ليكن هذا العام موسمًا للجدّ والاجتهاد، وميدانًا للإبداع والتجديد. فلنكن قدوات في أخلاقنا قبل أقوالنا، ورُوّادًا في عطائنا قبل دروسنا. ولنجعل من كل حصةٍ حياة، ومن كل كلمةٍ رسالة، ومن كل موقفٍ درسًا خالدًا في وجدان طلابنا.

واعلموا أن المعلم قدوةٌ قبل أن يكون مؤدّبًا، وباني إنسانٍ قبل أن يكون شارحًا لمادة. فإذا صلح حالنا استقام حال أجيالٍ بأكملها، وإذا ضعفت عزيمتنا خبا نور وطنٍ بأسره.

فلتكن نوايانا خالصةً لوجه الله، وعطاؤنا متصلًا برسالة الأنبياء، وجهودنا موصولةً بذكرٍ حسن وأثرٍ باقٍ.

وفقكم الله وسدّد خطاكم، وجعل هذا العام عام خيرٍ وبركةٍ وعطاءٍ متجدد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.