أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب مجتمع مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات جامعات مغاربيات خليجيات دين رياضة اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الغراغير يكتب: فاستبقوا الخيرات


الدكتور عبدالله الغراغير

الغراغير يكتب: فاستبقوا الخيرات

مدار الساعة ـ

في زمنٍ تتسارع فيه التحديات وتشتد فيه الصراعات، لا سبيل لبقاء الأوطان قوية إلا بسواعد شبابها. ومن هنا جاءت عودة خدمة العلم لتكون إعلاناً عملياً بأن الأردن يسبق الخطر بخطوة، ويستبق المستقبل بخيراته.

يشهد العالم اليوم تحولات عميقة، انعكست بشكل مباشر على المجتمعات، وعلى جيل الشباب خصوصاً. ففي شرق أوسط ملتهب بالصراعات، تتعرض الأوطان لتحديات ديمغرافية وفكرية واقتصادية، تسعى قوى متربصة لاستغلالها عبر بوابة الفقر والبطالة، لزرع أفكار متطرفة وتغريب الشباب عن هويتهم الأصيلة.

خدمة العلم… من الماضي إلى المستقبل

خدمة العلم في الأردن ليست تجربة جديدة، بل هي امتداد لمرحلة كان لها أثرها في صياغة الوعي الوطني. لكن عودتها اليوم تأتي بروح مختلفة، تواكب تحديات العصر وتنسجم مع متطلبات الشباب.

فالمطلوب لم يعد مجرد تدريب عسكري، بل إعداد جيل يمتلك المهارة والانضباط، ويجد في التجربة فرصة للانخراط بسوق العمل عبر برامج مهنية وتقنية موازية. إنها صيغة حديثة تجمع بين الانتماء الوطني والتنمية الشخصية.

إن الخدمة الوطنية ليست عبئاً، بل فرصة لبناء جيل أكثر صلابة وانتماءً. والأردن اليوم يستلهم من هذه التجارب، لكن بروح أردنية خاصة تستند إلى الدين، والتقاليد، والقيادة الهاشمية الحكيمة.

متابعة ملكية وشبابية

اللافت في التجربة الأردنية هو المتابعة الحثيثة من جلالة الملك عبدالله الثاني، وإشراف سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني على تفاصيل المشروع.

هذه الرعاية المباشرة تمنح البرنامج زخماً إضافياً، وتؤكد أن خدمة العلم ليست قراراً إدارياً عابراً، بل مشروع وطني استراتيجي يعيد الثقة بين الدولة والشباب، ويمنحهم مساحة جديدة للتعبير عن انتمائهم وولائهم.

بين القيادة والشباب عقد وفاء

عودة خدمة العلم تحمل رسالة واضحة: الوطن بحاجة إلى شبابه، والشباب بحاجة إلى وطنهم.

وما زاد هذه العودة ألقاً، هو فرح المجتمع الأردني بها، إذ وجد فيها وسام شرف وفرصة ليكون رديفاً للجيش العربي المصطفوي، الجيش الذي حمل راية الدفاع عن الوطن منذ التأسيس، وبقي رمزاً للقوة والعطاء.

فالمعادلة بسيطة لكنها مصيرية: لا مستقبل بلا شباب منتمٍ، ولا استقرار بلا ولاء صادق ووعي حقيقي.

ومن هنا تأتي الدعوة الصريحة: فلنستبق الخيرات، ولنحوّل هذه المبادرة الوطنية إلى جسر يعيد الثقة، ويجدد العهد مع الله والوطن والقيادة، لصناعة مستقبل أكثر إشراقاً للأردن.

مدار الساعة ـ