مدار الساعة - اختُتمت السبت الماضي في حرم الجامعة الألمانية الأردنية – عمّان أعمال المؤتمر الوطني للشباب الذي نظمته شركة الجوهر للدراسات والأبحاث بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة ضمن إطار حملة "تقدر"، وبدعم من الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي.
شهد المؤتمر مشاركة نحو 150 شابًا وشابة من مختلف محافظات المملكة، إلى جانب ممثلين عن مؤسسات رسمية ومنظمات دولية ومحلية ووسائل إعلام، بحضور المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في الأردن، السيدة شيري ريتسيما-أندرسون , والتي ذكرت أنه "عندما يقود الشباب وفي قلب أعمالهم قيم المساواة والشمول، فإنهم يحققون تغييرًا يمتد أثره إلى ما هو أبعد من مجتمعاتهم. تمكين الشباب اليوم هو استثمار ذكي يسرّع تقدم الأردن نحو المزيد من العدالة والازدهار والصمود، جيلاً بعد جيل." كما حضر المؤتمر رئيس الجامعة الألمانية الأردنية أ.د. علاء الدين الحلحولي والذي وجّه بدوره الكلام للشباب وحثّهم على ريادة الأفكار وتحدي القوالب النمطية والعمل الفعّال في المجتمعات، لإحداث تغييرات إيجابية يعود نفعها على الجميع.وقد وفّر الحدث مساحة تفاعلية عبّر خلالها الشباب عن رؤاهم لدعم العدالة الاجتماعية وتحدي الأدوار النمطية المرتبطة بالأعمال الرعائية داخل الأسرة، من خلال عروض شبابية تفاعلية وأعمال فنية جسّدت قصصًا وتجارب مُلهِمة للتغيير.وخلال فعاليات المؤتمر، أُطلقت المسابقة الشبابية الإلكترونية للمشاركة بأفضل شعار لحملة "تقدر"، بهدف تشجيع الإبداع وتعزيز وعي المجتمع بأهمية المشاركة العادلة في المسؤوليات المنزلية والرعائية. وستُتاح المشاركة في المسابقة أمام جميع الشباب على امتداد المملكة عبر المنصات الرقمية المخصصة لذلك. كما تضمن المؤتمر ركنًا للتعهّد وثّق فيه الحضور التزامهم بالمشاركة الفاعلة والمستمرة في أعمال المنزل ورعاية الأسرة.ومن جانبه، قال سند نوار، مدير مشروع "تقدّر" في هيئة الأمم المتحدة للمرأة: "إن الأعراف المجتمعية في الأردن تضع الحمل الأكبر على المرأة فيما يتعلق بالأعمال الرعائية والمسؤوليات المنزلية، مما يحد من انخراطها في سوق العمل. لذلك، يعمل مشروع "تقدّر" على ثلاثة مستويات: المستوى الأول، على مستوى الأفراد، من خلال زيادة التوعية عبر الحملات والعمل مع العائلات لتعزيز مفهوم أن الأعمال الرعائية لا تُعد ضعفًا، وأنه لا ينبغي لنا كرجال أن نشعر بالحرج من المشاركة فيها. المستوى الثاني، على مستوى المؤسسات الشبابية والدينية، لتعزيز مفهوم تقاسم الأعمال الرعائية بين الرجال والنساء. أما المستوى الثالث، فهو على مستوى السياسات والتشريعات، من خلال خلق بيئات عمل صديقة للأسرة تأخذ بعين الاعتبار الأعمال الرعائية".أكد المؤتمر على أن أهمية إشراك الرجال والفتيان في الأعمال الرعائية تمثل ركيزة أساسية لتحقيق المساواة بين الجنسين، خاصة في ظل الفجوة الكبيرة في الوقت المخصص للرعاية بين النساء والرجال في الأردن، والتي تصل إلى 19 ساعة مقابل ساعة واحدة أسبوعيًا. كما شدد المشاركون على دور الشباب كشركاء أساسيين في قيادة التغيير الاجتماعي نحو العدالة والشراكة، وعلى أهمية الابتكار والعمل الجماعي في ترسيخ هذا التحوّل داخل المجتمع الأردني.كما أشار سليم نقل، الرئيس التنفيذي لشركة الجوهر للدراسات والأبحاث، إلى أن: " اليوم أطلقنا الحملة رسميًا، والتي تمثل خطوة محورية ضمن جهودنا لتعزيز الوعي المجتمعي ودعم التغيير الإيجابي. وستمتد أنشطتنا وفعالياتنا في جميع أنحاء محافظات المملكة، من الشمال إلى الجنوب، لتشمل ورش عمل، وندوات، ولقاءات مجتمعية، بالإضافة إلى أنشطة تفاعلية ميدانية. وتهدف هذه الجهود إلى إشراك مختلف فئات المجتمع، ولا سيما الشباب والنساء، في الحوار وصناعة الحلول.وستتواصل هذه الأنشطة حتى نهاية شهر أيلول من عام 2026، بما يضمن استمرارية الأثر وبناء شراكات طويلة الأمد مع المؤسسات المحلية والدولية.اختتام المؤتمر الوطني للشباب لتعزيز المساواة في الأعمال الرعائية بمشاركة المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في الأردن

مدار الساعة ـ