مدار الساعة -كشفت دراسة حديثة عن مفارقة لافتة في تشخيص اضطراب طيف التوحد، إذ غالباً ما تحصل الفتيات على التشخيص في مرحلة البلوغ، بينما يُكتشف عند الذكور في سن أصغر، ما يفتح فجوة كبيرة في فرص التدخل المبكر والدعم.
ويطال التوحد أكثر من 5 ملايين بالغ ونحو مليوني طفل في الولايات المتحدة. ورغم خطورة التأخر في التشخيص، لا يزال الأطباء يعتمدون على متابعة السلوك والتاريخ التطوري، في ظل غياب اختبار طبي محدد مثل فحوص الدم أو الرنين المغناطيسي.الذكور يُشخّصون أبكر من الإناثبحسب دراسة شملت أكثر من 338 ألف مريض بين عامي 2015 و2024، انخفض متوسط عمر التشخيص لدى الذكور من سبع سنوات إلى خمس، بينما ظل لدى الإناث ثابتاً عند نحو ثماني سنوات.وفي عام 2024، حصل 44% من الذكور على التشخيص قبل سن الخامسة، مقابل 34% فقط من الإناث.تشخيص متأخر في مرحلة البلوغأظهرت البيانات أن ربع الإناث (25%) تم تشخيصهن بعد عمر 19 عاماً، مقارنة بـ 12% فقط من الذكور.ويُرجع خبراء مثل الدكتور براين هاريس، اختصاصي السلوك والنمو هذا الفارق إلى أن نماذج التشخيص التقليدية تركز على السلوك "الصاخب" لدى الأولاد، بينما تمر أعراض الفتيات الأكثر هدوءاً دون ملاحظة، وفقاً لما ورد في "دايلي ميل".أرقام تكشف ارتفاعاً لافتاً عبر العقودفي الستينيات كان التوحد نادراً للغاية (حالتان إلى أربع حالات بين كل 10 آلاف طفل). لكن الأرقام تضاعفت بشكل كبير:طفل من كل 150 عام 2000طفل من كل 44 عام 2018طفل من كل 31 عام 2022وبحسب التقرير الأخير، تباينت المعدلات جغرافياً من طفل واحد بين كل 100 في جنوب تكساس، إلى معدل مرتفع للغاية في سان دييغو بلغ طفلًا من كل 19. كما أظهرت البيانات أن التشخيص أصبح أكثر شيوعاً بين الأطفال الآسيويين والسود والهسبان مقارنة بالبيض.لماذا تتزايد التشخيصات؟يرى الباحثون أن جزءاً من الارتفاع يعود إلى تحسن أدوات الفحص وزيادة الوعي المجتمعي وسهولة الوصول إلى الخدمات، بينما يذهب آخرون إلى ربط الظاهرة بعوامل بيئية وغذائية مثل الأطعمة المعالجة والمبيدات.التركيز على الحركة لتشخيص أدقيشير البروفيسور راينهارت إلى أن دراسة أنماط الحركة لدى الأطفال المصابين بالتوحد (autistic gait) قد تفتح الباب أمام خطط علاجية مخصصة، تسمح بالتدخل المبكر وتقديم دعم يتناسب مع أسلوب كل طفل.ملايين يعيشون مع التوحد دون تشخيص.. دراسة تكشف ثغرات خطيرة

مدار الساعة ـ