في خطوة استراتيجية تؤكد على الرؤية الثاقبة للقيادة الأردنية، أعلن سمو ولي العهد، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، عن عودة برنامج خدمة العلم. هذا الإعلان، الذي طال انتظاره، يأتي في وقت يحتاج فيه الشباب الأردني إلى منصات تعزز من انتمائهم وتصقل مهاراتهم، وتعدهم لمستقبل واعد.
لم تكن خدمة العلم في يوم من الأيام مجرد تدريب عسكري، بل كانت وستظل مدرسة للوطنية والانضباط والاعتماد على الذات. هي بوتقة تنصهر فيها الاختلافات، ليخرج منها جيل موحد في أهدافه، ملتزم بقيم بلده وتراثه. إنها فرصة لكل شاب وشابة ليتعلم معنى المسؤولية، وكيف يكون جزءاً فعالاً في بناء مجتمع صلب ومتماسك. عودة هذا البرنامج تحمل في طياتها أهدافًا نبيلة تتجاوز الجانب الأمني. إنها استثمار في الإنسان الأردني، حيث سيتلقى الشباب تدريباً مهنياً وعملياً يؤهلهم لسوق العمل، ويساعدهم على اكتشاف قدراتهم الكامنة. كما أنها تساهم في غرس قيم الولاء للوطن، واحترام المؤسسات، والعمل بروح الفريق. إن هذا القرار يعكس إيمان القيادة بضرورة إعداد جيل جديد من الشباب يمتلك ليس فقط المعرفة الأكاديمية، بل أيضاً المهارات الحياتية والمرونة الكافية لمواجهة التحديات. إنها دعوة للشباب للانخراط في رحلة تحول شخصي ووطني، ليكونوا خير خلف لخير سلف. إن عودة خدمة العلم هي رسالة واضحة بأن بناء الوطن مسؤولية جماعية، وأن الشباب هم عماد هذا البناء وأساسه.حفظ الله الاردن والهاشمين.
المجالي يكتب: بناء المستقبل.. عودة خدمة العلم لتعزيز الهوية الوطنية

نضال انور المجالي
متقاعد عسكري
متقاعد عسكري
مدار الساعة ـ