يجد الأردن نفسه اليوم أمام تحديات كبيرة بعضها ظاهر للعيان وبعضها الآخر خفيّ وعلى رأس تلك التحديات أطماع حكومة الاحتلال التي لا تتوقف عند حدود فلسطين المحتلة بل تتمادى في خطاباتها وإشاراتها نحو المملكة.
يسعى الاحتلال إلى إضعاف الموقف الأردني وإقصائه عن التأثير في ملفات المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وملف القدس والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية. التهميش المقصود والذي يبدو في بعض الأحيان حالة تجاهل دبلوماسي أو تجاوز في المشاورات الإقليمية هو في الحقيقه محاولة منظمة لتقليص الدور الأردني التاريخي والسياسي تمهيدًا لإضعافه على المدى البعيد. وينسحب على تلك الحالة محاولة التهشيم عبر محاولات الضغط الاقتصادي والسياسي واستثمار الظروف الإقليمية للضغط على القرار الأردني المركزي من بوابة اتفاقيات الغاز والمياه وحرف القرار الاردني نحو اصطفافات سياسية تخدم أجندة الاحتلال من خلال حملات منظمة لتشويه الموقف الأردني الثابت من القدس واللاجئين.لكن ما يغيب عن حسابات الاحتلال أن الأردن قويّ عصيّ لا ينكسر بفضل قيادته الواعية ووحدة شعبه وقد اثبتت التجارب أنه استطاع تجاوز أزمات أعقد وأشد محافظاً على ثوابته الوطنية دون مساومة. فالأردن قد يتأزم اقتصاديًا أو سياسيًا ولكن يظل عصيًّا على التنازل عن أرضه أو دوره أو سيادته. قد يحاول الاحتلال أن يهمّش الأردن أو يهشم أركانه لكن التاريخ والجغرافيا والشرعية تجعل المملكة صخرة تتحطم عليها مشاريعه. الأردن وإن كان صغيراً في مساحته فإنه كبير في مواقفه قوي بثوابته صلب أمام محاولات التهميش والتهشيم.