مدار الساعة -تتصاعد الضغوط القضائية على منصة الألعاب الإلكترونية الشهيرة "روبلوكس"، بعد أن رفع آباء من مختلف الولايات الأمريكية دعاوى قضائية يتهمون الشركة بالتقاعس عن حماية الأطفال من الاستغلال الجنسي، والسماح بانتشار محتوى غير لائق وممارسات تحرش داخل بيئتها الافتراضية.
وفي أحدث القضايا، تقدّمت أم من ولاية ميشيغان هذا الشهر بدعوى اتحادية أمام المحكمة في المقاطعة الشمالية لولاية كاليفورنيا، نيابةً عن ابنتها البالغة عشر سنوات، متهمةً الشركة بـ"السماح المتعمد" بانتشار سلوكيات المتحرشين على منصتها، وتغليب الربح والنمو على سلامة القاصرين، رغم ادعائها جعل الأمان أولوية قصوى، وفقاً لـ"بيبول".وتشير الدعوى إلى أن الطفلة تعرّضت للاستدراج من قِبل شخص بالغ انتحل شخصية طفل، حيث أقام معها علاقة عاطفية وهمية قبل أن يرسل لها رسائل وصوراً ذات طبيعة جنسية، ويقنعها بإرسال صور مماثلة لنفسها.وتؤكد الشكوى أن هذا النمط من السلوك متكرر، إذ يتم استدراج الأطفال داخل اللعبة ثم تحويلهم إلى منصات خارجية مثل "ديسكورد" و"سناب شات"، حيث يسهل تبادل الصور.كما يزعم محامو الادعاء أن بعض المتحرشين يعرضون على الأطفال عملة اللعبة الافتراضية "روبوكس" مقابل صور أو أفعال غير لائقة، أو يبتزونهم بها لاحقاً، مما يربط أرباح "روبلوكس" بشكل مباشر بعمليات الاستغلال الجنسي.كما تتهم الدعوى المنصة بالسماح بانتشار ألعاب ومحتويات ذات طبيعة جنسية صريحة، منها ألعاب تحاكي الملاهي الليلية و"ألعاب الكوندوز"، وأخرى تتيح محاكاة ممارسات جنسية بين الشخصيات الافتراضية.وتشير الوثائق إلى أن الشركة كانت على علم بمناقشات بين المستخدمين حول إعدادات المظهر الافتراضي، بما في ذلك إمكانية ظهور الشخصيات عارية، لكنها أبقت هذه الخيارات متاحة.ومن بين المخالفات التي ذكرتها الشكوى، السماح بحسابات تحمل أسماء مرتبطة بشكل مباشر بالبيدوفيليا، أو تشير إلى متحرشين مدانين على أرض الواقع، وظلت هذه الحسابات نشطة ومتاحة للأطفال.وتنتقد الدعوى غياب إجراءات وقاية أساسية، مثل التحقق من الهوية أو اشتراط موافقة الوالدين للحسابات المخصصة لمن هم دون الثالثة عشرة، وهو ما يمكّن المتحرشين من إنشاء حسابات مجهولة بعدد غير محدود.القضية الأخيرة تُضاف إلى أكثر من 300 دعوى مماثلة رُفعت ضد "روبلوكس"، لتصبح واحدة من أوسع موجات التقاضي ضد منصة رقمية في الولايات المتحدة.ورغم أن الشركة تسوّق لأنظمة أمان تعتمد على تقنيات المراقبة والذكاء الاصطناعي، مثل النظام الداخلي المصمم لرصد وحجب السلوكيات الضارة، إلا أن منتقدين يرون أن هذه الحماية مبالغ في فعاليتها، مشيرين إلى استمرار انتشار الحسابات والمحتوى المسيء.وتستشهد الشكوى أيضاً بتصريح من موظف سابق في الشركة، قال فيه إن الإدارة كانت تدرك خيارها الصعب: "يمكنكم جعل اللاعبين في أمان، لكن هذا سيقلل عددهم، أو تسمحون بالمزيد من التفاعل بين الغرباء لزيادة الإيرادات".بالنسبة للأسرة المُدّعية، فإن القضية تمس حياة طفلتها بشكل مباشر، حيث تعاني الفتاة من آثار نفسية صادمة بعد تعرضها للاستغلال عبر المنصة. وتطالب الدعوى بتعويضات مالية، إضافة إلى إلزام "روبلوكس" بإصلاحات هيكلية لضمان حماية أكبر للأطفال.فضيحة قضائية.. أكثر من 300 دعوى ضد 'روبلوكس' بتهم تتعلق باستغلال الأطفال

مدار الساعة ـ