من تل أبيب .. خرج نتنياهو في لحظة هذيان سياسي يتحدث عن "إسرائيل الكبرى"، وكأن التاريخ بلا شهود، والجغرافيا بلا حدود، والكرامة العربية مجرد أوراق صفراء في أرشيف مهمل.
صرّح، وهدد، ولوّح بأحلام توسعية مريضة لتصل إلى ما وراء البحار ...لكنه نسي أو تناسى أن من يعبث بالجغرافيا العربية يفتح على نفسه أبواب جحيم لن تُغلق.أي عقل سياسي مختل هذا الذي يظن أن شعوب المنطقة نائمة، وأي غطرسة تجعله يتخيل أن الأردن هذا البلد الذي وقف دائما على خط النار دفاعا عن فلسطين والعروبة سيصمت أمام نباح الأحلام الاستعمارية.نقولها بملء الصوت "الأردن دولة ذات سيادة وشعبه ليس وقودا لخيالات صهيونية مهترئة" ... إن كل رجولة في الجنوب وكل نخوة في الوسط وكل فزعة في الشمال وكل حجر ودمعة أم في مخيم تقول لنتنياهو ..الأردن لا يُبتلع ..الأردن عصيّ على التهديد والاردنيون لا يفاوضون على الكرامة.حين يتحدث نتنياهو عن مهمة روحية فإنه يكشف الجوهر الحقيقي للمشروع الصهيوني مشروع إحلالي عنصري، لا يعترف بشيء سوى لغة الدم والتوسع ..وهذه ليست تصريحات سياسية بل إشارات انتحارية تصدر من شخص يهرب من أزماته الداخلية بتفجير الخارج، ويعتقد أنه قادر على تسويق الجنون بزي الحلم الديني ...لكننا هنا لنذكره من كان يعتقد أن السلام ضعف لم يعرف بعد معدن هذه الأمة.نحن لسنا من يصمت عن الإهانة ولسنا من يبيع الأرض في مزاد المساومات ولسنا من يركع، وإن كنت -نتنياهو- تعتقد أن تصريحاتك ستكسر إرادتنا فعلم أن هذا الشرق تحركه الكرامة لا الخوف، وإذا أردت اختبار الأردنيين فنقول لك "تعال وستجد شعبا يسبق جيشه وأمة تكتب التاريخ لا تتلقاه".