أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مستثمرون جامعات مغاربيات خليجيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

المجالي يكتب: كيف نبني وطنًا ومستقبلنا يرى التضحية طريقًا للمعاناة؟


نضال انور المجالي
متقاعد عسكري

المجالي يكتب: كيف نبني وطنًا ومستقبلنا يرى التضحية طريقًا للمعاناة؟

نضال انور المجالي
نضال انور المجالي
متقاعد عسكري
مدار الساعة ـ

كيف نريد أن نبني وطنًا صلبًا ومستقرًا، عندما يرى طفل المتقاعد العسكري والده وقد أفنى عمره على "الشيك" حارسًا، يضحي في الشارع من أجل أمن الجميع، ثم يعود إلى المنزل عاجزًا عن توفير أبسط متطلبات الحياة الكريمة؟ هذا الطفل، الذي كان يجب أن يرى في أبيه قدوةً للعطاء والوفاء، يراه اليوم رمزًا للتضحية التي لم تُقدَّر حق قدرها.

إن الصورة التي ترسمها ظروف المتقاعدين العسكريين أمام أبنائهم ليست مجرد أزمة معيشية، بل هي رسالة خطيرة تضرب في صميم الولاء والانتماء. عندما يرى الجيل الصاعد أن خدمة الوطن والإخلاص في الدفاع عنه لا تؤدي إلى حياة آمنة ومستقرة، فإنه سيفكر حتمًا أن عليه البحث عن طريق آخر. سيفكر أن معاناة أبيه ليست قدرًا يريد أن يعيشه، وسيبحث عن مسار لا يفرض عليه مثل هذه التضحيات دون مقابل عادل.

إن الاهتمام بالمتقاعدين العسكريين ليس مجرد واجب إنساني أو رد جميل، بل هو استثمار في مستقبل الوطن. إننا بإهمالنا لأوضاعهم، نرسل إشارة سلبية للأجيال القادمة مفادها أن الولاء ثمنه بخس. وفي المقابل، فإن توفير حياة كريمة لمن خدموا الوطن هو رسالة واضحة لكل شاب وفتاة: "إن وطنك لن ينساك، ولن تضيع تضحياتك سدى".

لقد حان الوقت للحكومة أن تنظر إلى هذا الأمر بعمق يتجاوز الأرقام والميزانيات. يجب أن ننظر إلى المتقاعدين العسكريين على أنهم خط دفاعنا الأول في الماضي، ورمزنا للأجيال القادمة في الحاضر. فلنجعل من قصصهم قصصًا عن التقدير والوفاء، لا عن المعاناة والخذلان، حتى يستمر الوطن في بناء أجيال تؤمن بأن الخدمة والعطاء هما الطريق الوحيد للتقدم والازدهار.

حفظ الله الاردن والهاشمين.

مدار الساعة ـ