أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات جامعات مغاربيات خليجيات دين رياضة اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الضمور يكتب: رئيس الحكومة بين الميدان والمكتب.. أظهر الفرق


المحامي حسين احمد الضمور

الضمور يكتب: رئيس الحكومة بين الميدان والمكتب.. أظهر الفرق

مدار الساعة ـ

في عالم السياسة والإدارة العامة، كثيرًا ما يُنظر إلى رئيس الحكومة كقائد استراتيجي، يتخذ قرارات كبرى من خلف أبواب مغلقة، وسط تقارير مفصلة وجداول مكتبية أنيقة. غير أن التجربة أثبتت أن بين المكتب والميدان، هناك فارق شاسع لا تدركه الورق، بل تُترجم حقيقته على الأرض وبين الناس.

حين يكون رئيس الحكومة حبيس جدران مكتبه، يعتمد على ما يُرفع إليه من تقارير، غالبًا ما تمر عبر عدة مستويات من التصفية والتزيين. الواقع يصبح عندئذٍ نسخة مشذبة من الحقيقة، تحمل أرقامًا ونسبًا ولكنها تفتقر إلى النبض الإنساني. في هذه الحالة، تبدو الأزمات مجرد بنود على جدول أعمال، لا معاناة تُلمس ولا أصوات تُسمع.

لكن ما إن يخطو هذا الرئيس خارج المكتب، إلى الميدان الحقيقي، حيث الطرقات المتهالكة، والمستشفيات المكتظة، والمدارس المتهالكة، وحيث المواطن البسيط يطرح همومه بلا وسطاء، حتى تظهر الحقيقة. هناك، يُكسر حاجز المجاملة، وتُختبر الوعود، وتُقاس السياسات بمقياس الإنسان لا الورق. هناك فقط، يظهر الفرق.

الفرق لا يقتصر على الرؤية، بل يمتد إلى القرارات. فالرئيس الذي يلمس المشكلة بنفسه، لا يمكن أن يتجاهلها بسهولة. وجوده في الميدان يمنحه شرعية أقوى، وفهمًا أعمق، وقرارات أكثر واقعية. في الميدان، تسقط كل الأقنعة، وتنكشف كل الثغرات التي لم تُذكر في تقارير الوزراء أو المحافظين.

لذلك، فإن الشعوب دائمًا ما تميّز بين المسؤول الذي يعرف وطنه من وراء زجاج المكتب، ومن يعرّف وطنه من عرق الناس وتعبهم وأصواتهم في الشارع. والميدان لا يكذب، بل يكشف الفرق.

مدار الساعة ـ