أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات جامعات مغاربيات خليجيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

الماضي يكتب: ماذا بعد الثانوية العامة؟ صناعة المسار نحو الغد


الدكتور مشعل الماضي
كلية الحقوق - الجامعة الأردنية

الماضي يكتب: ماذا بعد الثانوية العامة؟ صناعة المسار نحو الغد

الدكتور مشعل الماضي
الدكتور مشعل الماضي
كلية الحقوق - الجامعة الأردنية
مدار الساعة ـ

ها هو قطار الثانوية العامة قد بلغ محطته، وحمل معه فرح الناجحين وقلق المتعثرين، لتطل على أذهان أبنائنا وبناتنا، ومعهم أسرهم، تلك الحيرة التي تختصرها عبارة واحدة: "ماذا أدرس لأبني مستقبلي؟" سؤال يبدو في مظهره يسيرًا، لكنه في جوهره قرار مصيري يحدد معالم الطريق لسنوات وربما لعقود قادمة .

من نال المعدل الذي يفتح له أبواب التخصص الذي يهواه، في جامعة أو كلية تلبي طموحه، فقد سلك السبيل الواضح، وأمّا من حالت الظروف بينه وبين ذلك، فهنا يبرز الامتحان الحقيقي للعقل والحكمة. ليس انخفاض المعدل، أو الإخفاق في النجاح، أو عدم القبول في الجامعات نهاية المطاف، بل هو بداية طريق آخر قد يكون أكثر ملاءمة للقدرات وأكثر ثراءً في التجربة .

إن النظام التعليمي، مهما بلغت دقته، لا يستطيع دومًا اكتشاف الكنوز الكامنة في العقول والمهارات. فقد يحمل الطالب ملكة الإبداع في حرفة أو فن أو علم تطبيقي، وهي قدرات لا تلتقطها اختبارات الورق والقلم، لكنها تصنع مستقبلًا متألقًا إذا وُضعت في بيئتها الصحيحة.

وهنا، تتعدد المسارات أمام من لم يكتب له طريق التعليم الجامعي التقليدي ومنها :

التعليم المهني والتقني: وهو بوابة واسعة إلى سوق العمل، من خلال معاهد متخصصة في الكهرباء، الميكانيك، تكنولوجيا المعلومات، التصميم، أو غيرها من المهن التي تجمع بين الحرفة والابتكار.

التعلم الذاتي والدورات العالمية: عبر منصات التعليم الإلكتروني التي توفر معارف حديثة في البرمجة، اللغات، التسويق الرقمي، وإدارة الأعمال، بمرونة تتيح الجمع بين التعلم والعمل .

ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة: حيث يمكن استثمار المهارات الشخصية في إنشاء مشروع تجاري أو خدمة مبتكرة، مستفيدين من التقنيات الحديثة والتجارة الإلكترونية .

العمل التطوعي والتدريب العملي: كجسر يربط بين الفرد والمجتمع، ويفتح أبواب الخبرة وبناء العلاقات المهنية .

إن معيار النجاح الحقيقي ليس شهادةً تُعلّق على الجدار، بل شغفًا يوقظ فيك الدافعية، ومهارةً تصقلها الممارسة، ورؤيةً تقودك نحو هدفك. وعلى الأهل أن يمدّوا أبناءهم بيد الدعم والثقة، لا أن يثقلوا كواهلهم بقيود التقاليد أو ضغط المقارنات .

جيل اليوم يملك أدوات الأمس واليوم معًا، ومن يحسن استثمارها، يصنع من واقعه سلمًا يرتقي به نحو الغد، مهما كانت نقطة البداية.

مدار الساعة ـ