مضى على احتلال فلسطين ٧٧ عاما منذ العام 1948، إحتلال غاشم نكل خلاله المحتل بأصحاب الارض وسرقة الممتلكات وتزوير التاريخ والتهجير والقمع واليوم يمارس المحتل القتل بالتجويع بحق الشعب الفلسطيني في سياسة ممنهجة بفرض الحصار ومنع دخول الغذاء في سعيه للإبادة الجماعية ومسح للهوية.
فانتشر الجوع والبكاء وخاصة بين الأطفال الصغار، ثم تبعها أنين الضعف والألم بين الحوامل والكبار، حتى بات الموت يحصد الأرواح تلو الأرواح يوما بعد يوم.الأردن بقيادة ومشاركة جلالة الملك عبد الله الثاني شخصيا لم يتوانَ عن تقديم كل ما يمكن من مساعدة الى الاشقاء الفلسطينيين وإنزال جوي متكرر للطعام والشراب متحديا المخاطر وتعقيدات المشهد السياسي.مع اختلاف المكان والزمان والادوات والشخوص فهذا يعيد للأذهان ما فعله الاتحاد السوفيتي بحق شعب اوكرانيا في إبادة جماعية متعمدة من خلال القتل بالتجويع حصدت الملايين من الاوكرانيين بين العام 1932 – 1933 والمعروفة باسم هولودومور وتشير التقديرات الرسمية وغير الرسمية الى أنها تتراوح بين 7 ملايين الى 10 ملايين قتيل والتي كانت جزءًا من حملة أوسع للقضاء على الهوية الوطنية الأوكرانية وتهدف إلى إضعاف أي محاولات للانفصال عن الاتحاد السوفييتي وقتل النزعة الاستقلالية في نفسوهم، وهي تمثل حدثًا مأساويًا في تاريخ أوكرانيا، تعمدت السلطات السوفيتية إخفاء عدد القتلى لتجنب الاعتراف بالمجاعة كجريمة ضد الإنسانية وهو مشابه تماما لما تفعله إسرائيل اليوم في أنكار مشين لوجود مجاعة وتجويع للشعب الفلسطيني في غزة. تعتبر مجاعة هولودومور واحدة من أكبر المآسي الإنسانية في القرن العشرين، وذات أهمية كبيرة في تاريخ أوكرانيا.ذهب ستالين وذهب الاتحاد السوفيتي وبقت أوكرانيا شامخة. وسيذهب نتنياهو وستبقى فلسطين صامدة.
القاسم يكتب: فلسطين المحتلة.. القتل بالتجويع
مدار الساعة ـ