أيُّ فرحٍ هذا الذي يبدأ بالرقص وينتهي بالبكاء؟ أيُّ سعادة تلك التي تتحول إلى مأتمٍ في لحظة طيش؟ لا تقتلني بفرحك… ولا تجعل من يوم ابتسامتك يومًا لفقدي.
إطلاق العيارات النارية في الأفراح عادة قاتلة، لا علاقة لها بالرجولة ولا الشهامة، بل هي رعونة تضع الأرواح على كفّ رصاصة طائشة. كم من عريسٍ بدأ ليلة عمره بين التهاني، وأنهاها في المستشفى أو المقبرة! كم من أمٍّ كانت تزغرد لفرح قريبها، فوجدت نفسها تصرخ على نعش طفلها!الفرح الحقيقي هو الذي يصون الأرواح، لا الذي يهددها. هو الذي يجمع القلوب على المحبة، لا الذي يشتتها في أروقة المستشفيات. فليكن زفافك موسيقى وضحكات وأغانٍ، لا فرقعات موت تُخيف الأطفال وتُرعب النساء.لا تقتلني بفرحك… ولا تجعل من سعادتك سببًا لحزن غيرك. فالفرح الذي يترك جرحًا في قلب إنسان ليس فرحًا، بل جريمة متنكرة بثوب الاحتفال.