شعبٌ يحب التغيير، يطالب كل يوم بمسؤول جديد، ويريد وزراء جدداً في كل حكومة. ليس القصد – في كثير من الأحيان – النهوض بالوطن، بل لمجرد أنّ الوزير أو المسؤول ليس من أبناء عشيرته، أو لأنّه لم يحقق مطالب شخصية قد تكون في حقيقتها غير قانونية أو غير عادلة.

إنّ التغيير سنّة الحياة إذا كان من أجل الإصلاح والتطوير، ولكنّه يتحوّل إلى معول هدم إذا أصبح مطلبًا نابعًا من الحسد أو الغيرة أو المصالح الضيّقة. فالوطن لا يقوم على تبديل الأشخاص كل يوم، بل على بناء المؤسسات الراسخة، ومحاسبة المقصّر بالعدل، لا بالهوى.

إنّ من يطالب بالتغيير فقط ليُقصي غيره، أو ليُشبع رغباته الخاصة، لا يخدم الوطن، بل يرهقه ويُضعفه. فالمسؤول يُقاس بعمله وأمانته، لا بانتمائه العشائري، ولا بمدى قدرته على تحقيق طلبات شخصية لا تنسجم مع القانون.

الوطن بحاجة إلى نقدٍ بنّاء، لا إلى أصواتٍ تُحرّكها العصبية والغيرة. وبحاجة إلى مسؤولين يعملون بصمت، وشعبٍ يراقب بوعي، لا إلى دورةٍ لا تنتهي من تبديل الأسماء دون النظر إلى النتائج.