أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات جامعات مغاربيات خليجيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

القرالة يكتب: يشعل النار في خيمته ليُدفئ عدوه


رشدي القرالة
صحفي أردني

القرالة يكتب: يشعل النار في خيمته ليُدفئ عدوه

رشدي القرالة
رشدي القرالة
صحفي أردني
مدار الساعة ـ

ما يحدث أمام السفارات الأردنية في بعض عواصم العالم، ليس مجرد تحرك شعبي، ولا يمكن تصنيفه ضمن حرية الرأي أو التعبير.

ما يجري هو فعل سياسي ملوث، تحركه كراهية دفينة، وتغذيه أجندات خسرت رهانات الداخل، فلجأت إلى إشعال الحطب خارج الخيمة، ولو احترقت الخيمة نفسها.

نحن أمام مشهد لا يحتمل التجميل، ولا يستحق التأويل.

الذين يعتدون على هيئاتنا الدبلوماسية، ويوزعون التُهم على الأردن وكأنه عدو، لا يناصرون فلسطين، بل يتاجرون بها على موائد الخيانة.

من يهاجم سفارات الأردن في الخارج، لا يُعبّر عن موقف، بل ينفذ مهمة.

ومن يرفع صوته في وجه من بقي وحده على الموقف، بينما يصمت عن العدو الصريح، إنما يشعل النار في خيمته ليُدفئ بها عدوه.

أي قومية تلك التي تهاجم من يقدم الدم والدعم، وتغض الطرف عن من يقتل ويقصف ويجوع؟

أي غضب هذا الذي لا يطرق أبواب المحتل، لكنه يرشق سفارات الشقيق بالحجارة والشتائم؟

ما نراه ليس حراكا نقيا، بل مشروع تشويش مدفوع الثمن.

منظمات فقدت حضورها وشرعيتها، وجوه امتهنت التحريض، ومنصات تصرخ بالخارج لأن لا جمهور لها بالداخل.

أولئك لم يعودوا أصحاب رأي، بل أدوات ضغط مكشوفة، تحاول إعادة تسويق بضاعتها البائرة فوق أكتاف الأردن.

ولأنهم يعلمون أن الأردن لا يساوم على فلسطين، وأنه يدفع الكلفة دون منّة، كان لا بد من تشويهه وتشكيك الناس فيه، حتى وإن احترق معهم البيت العربي بأكمله.

من يعتدي على سفاراتنا، ويُحرض علينا في الخارج، ليس غاضبا ولا ثورجيا، بل متواطئ يحاول أن يُطفئ جمر خيبته بنار الوطن.

سيبقى الأردن، رغم الحملات والتشويش والتطاول، الرقم الصعب، والموقف الثابت، والدولة التي لا تساوم على فلسطين ولا تتنازل عن كرامتها.

أما أنتم… فقد اخترتم الاصطفاف مع الضجيج، وسترون أن الرهان على حرق الخيمة لن يمنحكم الدفء… بل الرماد.

مدار الساعة ـ
story