حب الوطن فطرة متجذرة في النفوس، وهو شعور نقي يتجلى في الأفعال قبل الأقوال. وفي الأردن، يتجلى هذا الحب بشكل خاص في فئة الشباب، الذين يشكلون عصب المجتمع ومحركه الأساسي نحو التقدم والتطور. فقد أثبت الشباب الأردني، عبر العقود، أنهم على قدر المسؤولية، يحملون لواء الولاء والانتماء، ويقفون صفًا واحدًا خلف وطنهم وقيادته في وجه التحديات كافة.
يعبّر الشباب الأردني عن حبهم لوطنهم بطرق شتى، منها ما هو تقليدي كرفع العلم والمشاركة في المناسبات الوطنية، ومنها ما هو عملي يتجسد في الاجتهاد بالدراسة، والانخراط في العمل التطوعي، والمساهمة في المشاريع التنموية. كما أن الكثير من الشباب يختارون البقاء في الوطن رغم الفرص المغرية في الخارج، مؤمنين بأن واجبهم الأول هو خدمة بلدهم والمساهمة في بنائه.
ولأن حب الأردن لا يقتصر على المشاعر فقط، فإن الشباب يدركون أن التعبير الحقيقي عن هذا الحب يكمن في احترام القانون، ونشر قيم التسامح، والعمل من أجل تحقيق التنمية المستدامة، والابتعاد عن مظاهر السلبية والتعصب. هذا الإدراك الواعي يجعل من الشباب الأردني قوة حقيقية في الدفاع عن الوطن، وحمل رسالته إلى المستقبل بكل أمانة.
كما أن الظروف الإقليمية المحيطة بالأردن زادت من حس المسؤولية لدى الشباب، فأصبحوا أكثر وعيًا بأهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار، وأكثر إدراكًا لدورهم في حماية النسيج الوطني المتماسك. ورغم ما يواجهونه من تحديات اقتصادية ومعيشية، فإن حبهم للأردن لا يتزحزح، بل يزيدهم إصرارًا على النجاح من أجل خدمة الوطن.
الشباب هم روح الأردن النابضة، وأمل الغد المشرق. وحبهم للوطن هو وقودهم في مسيرة العطاء. ومن واجب كل مؤسسات الدولة والمجتمع أن تدعم هذا الحب وتوجهه نحو البناء والعمل. فالأردن الذي نحبه جميعًا، يستحق من شبابه كل الجهد، وكل الإخلاص، وكل الحلم الجميل بغدٍ أفضل.