غداً وقبل اول ايام عيد الاضحى المبارك ، تخوضون مواجهة رياضية جديدة أمام منتخب سلطنة عُمان الشقيق. قد تُسجَّل هذه المباراة في سجلات الاتحاد، وتحفظها الإحصائيات ضمن “تصفيات”، لكننا نحن الأردنيين، لا نراها مجرد مباراة.
نحن نراها فرصة جديدة لأن تقولوا للعالم: هذا هو الأردن.
أنتم تمثّلون كل بيت، كل حي، كل أم دعت لكم، وكل طفل حمل اسم أحدكم على قميصه. لا تحملون فقط آمال جمهور، بل تحملون هيبة وطن كامل، بتاريخ من الكبرياء والكرامة.
نحن لسنا جمهورًا يصفّق فقط عند الفوز… نحن شعب يشبهكم. نقاتل في اليوم ألف مرة من أجل لقمة العيش، وننتصر على التعب بالصبر والعزيمة، كما تفعلون أنتم على العشب الأخضر.
لقد أظهرتم في محطات سابقة أنكم لستم مجرد لاعبين محترفين، بل رجال مواقف، تعرفون كيف تُقاتلون على المستطيل الأخضر بنفس الروح التي يواجه بها الأردني الصعاب اليومية في الحياة، بصبر وعزة نفس وشجاعة.
تذكروا لحظة هدف بهاء عبد الرحمن في أستراليا،وتذكروا
دموع عامر شفيع انذاك.
تذكروا صوت الجماهير في عمّان وهي تهتف لكم وبأسمكم
وتذكروا أيضًا كيف قلبتم الطاولة على العراق في كأس آسيا الأخيرة، حين اعتقد الجميع أن المباراة انتهت، فقلتم أنتم كلمتكم.
تذكروا كيف تجاوزتم المراحل الصعبة، وكيف كتبتم مجدًا جديدًا أمام كوريا الجنوبية، وصولًا إلى نهائي آسيا لأول مرة في تاريخ هذا المنتخب.
هذه ليست لقطات عابرة، هذه ذاكرتنا الوطنية التي نُربي أبناءنا عليها.
نثق أنكم تدركون حجم القميص الذي ترتدونه، وأنكم تعرفون أن الخصم الحقيقي ليس الفريق المقابل فقط، بل الإرهاق، الضغط، الشك، والخوف… وهي كلها خصوم سيتساقطون إن حافظتم على روح “النشامى”.
كونوا كما عهدناكم: صادقين في العطاء، كبارًا في الأداء، محترمين للخصم، وواعين لقيمة اللحظة،فأنتم لها ومن اهلها يا نشامى
المنتخب ليس أحد عشر لاعبًا فقط… المنتخب هو الوطن حين يركض،هو العلم حين يرفع،هو القلب حين يدق مع كل تمريرة
واخيراً وخلاصة القول،افهموا جيدًا: أنتم لا تلعبون أمام عُمان فقط، أنتم تلعبون أمام العالم، وبأسم الأردن.
ويا لها من راية، ويا له من شرف.