أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة جامعات دين مغاربيات خليجيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

الجراروه يكتب: العلاقات الصحية وأثرها على الصحة النفسية

مدار الساعة,مناسبات أردنية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - كتبت:سجى مجدي الجراروه -تُعدّ العلاقات الإنسانية عنصرًا أساسيًا في تكوين شخصية الفرد وسلامته النفسية. فالحاجة إلى التواصل والتفاعل مع الآخرين متأصلة في الطبيعة البشرية، ولا تقتصر فقط على العلاقات العاطفية، بل تشمل الصداقات، الروابط الأسرية، والعلاقات المهنية. في عالم سريع التغير، تزداد أهمية العلاقات الصحية كعامل وقائي يعزز التوازن النفسي ويقلل من مشاعر القلق والاكتئاب والعزلة.

ما المقصود بالعلاقات الصحية؟
العلاقة الصحية هي تلك التي تقوم على أسس من الاحترام المتبادل، والثقة، والدعم العاطفي، والتواصل الفعّال. في مثل هذه العلاقات، يشعر الفرد بالأمان والقبول، ويكون قادرًا على التعبير عن ذاته دون خوف من الرفض أو السخرية. كما تتيح العلاقة الصحية للأطراف المعنية النمو الشخصي، من خلال التشجيع على الاستقلالية والاهتمام بالصحة النفسية لكل طرف.
تأثير العلاقات الصحية على الصحة النفسية :
1. دعم عاطفي يخفف التوتر
عندما نواجه ضغوط الحياة، يكون وجود شخص قريب يُحسن الاستماع ويُقدّم الدعم فارقًا كبيرًا. العلاقات الصحية توفر هذا النوع من الدعم، مما يقلل من مستويات التوتر ويُسهم في تحسين المزاج.
2. زيادة مشاعر الانتماء والتقدير
الشعور بأنك جزء من شبكة من العلاقات الإيجابية يُعزز الشعور بالقيمة الذاتية والانتماء. هذا الإحساس يقي من الاكتئاب ويُحسّن الرضا العام عن الحياة.
3. تحفيز السلوكيات الصحية
في كثير من الأحيان، يشجع الأصدقاء أو الشركاء في العلاقات الصحية بعضهم البعض على تبنّي عادات صحية مثل ممارسة الرياضة، تناول طعام متوازن، أو طلب المساعدة النفسية عند الحاجة.
4. تعزيز مهارات التكيف
العلاقات الإيجابية تُكسب الفرد مهارات فعالة في حل المشكلات والتعامل مع الأزمات. فالمشاركة في النقاشات البنّاءة والتجارب المشتركة تعزز من مرونة الفرد النفسية.
على الجانب الآخر: العلاقات السامة
إذا كانت العلاقات الصحية تعزز الصحة النفسية، فإن العلاقات السامة تفعل العكس تمامًا. التواجد في علاقات تتسم بالتحكم، الإهمال، الإهانة أو الغيرة المفرطة يمكن أن يؤدي إلى تدهور في الصحة النفسية، ويزيد من احتمالية الإصابة بالقلق، الاكتئاب، وفقدان الثقة بالنفس.
كيف نبني علاقات صحية؟
الوعي الذاتي: فهم النفس والاحتياجات العاطفية يساعد على التواصل بوضوح مع الآخرين.
الاستماع الفعّال: الإنصات بانتباه يعزز الثقة ويمنح شعورًا بالتقدير للطرف الآخر.
الحدود الواضحة: وضع حدود صحية يقي من الاستغلال ويساعد على تحقيق التوازن في العلاقة.
الاحترام المتبادل: أساس أي علاقة صحية هو الاحترام لخصوصية ومشاعر الطرف الآخر.
العلاقات الصحية ليست ترفًا بل حاجة نفسية أساسية، وقد تكون الفارق بين شخص يواجه الحياة بثقة واتزان، وآخر يعاني من الوحدة والاضطراب النفسي. إن الاستثمار في بناء علاقات صحية ينعكس بشكل مباشر على الصحة النفسية للفرد وجودة حياته. وفي زمن أصبحت فيه العلاقات سريعة وهشة، تبقى العلاقة المتزنة الداعمة كنزًا يجب أن نحرص عليه.


مدار الساعة ـ