يا معشر المؤمنين، الفقراء منكم لا الأغنياء. نبينا الكريم محمدٌ عليه الصلاة والسلام، قال: إن الدين يُسر وليس عُسرًا.
فلا تُعسِّروا على أنفسكم، فإن الله يريد اليسر، ولا تريدون في جيوبكم العُسر. والأردنيون تتوالى عليهم الخطوب. ويوشك الأردني أن يقترض بالربا أو بيع ذمة أو الرهن، أو يمد يده لشراء أضحية.
فرحة يومٍ، ونكد دهرٍ.
وما فدى الله دم إسماعيل بدمٍ إلا لحكمة، ورفع الحرج عن المؤمنين. والضحية ما هي إلا سُنة مؤكدة، ويقوم بها البعض نيابةً عن السواد الأعظم.
ولا تُصرّوا على التباهي والإنفاق فوق طاقتكم وقدرتكم ومقدرتكم، فالقرآن الكريم قال: لا يُكَلِّفُ اللهُ نفسًا إلا وُسْعَها.
فما أصاب أسعار الأسواق من لهيبٍ حارق، وجنون أسعار الأضاحي، فاتركوها.
ولا تقربوها، ولو بدينارٍ ولا دولارٍ واحد. شرّ الاحتكار والغلاء، ولعنة الأسعار، وتعطيل مفعول سؤال الحِسبة في بلادنا، وسيطرة لوبيات الجشع. وهي ألعن وأعنف من نار جهنم وسعيرها.
اصبروا، يا قومي. ورابطوا، وشدّوا الأحزمة، وادعوا الله بالفرج، وعلى ما أصابكم من سعير أسعار الأضاحي البلدي والمستورَد من بلاد السودان والرومان، وصلّوا وصوموا، وتهجّدوا، وأعدّوا لله صادقين وورعين أن يرفع كُربة الاحتكار والمحتكرين.
ووقانا ووقاكم الله من سُلطة القوم الظالمين والمحتكرين.
